فلسطين أون لاين

​بعنوان: "دراسات في تاريخ الصحافة الفلسطينية"

تعرف إلى مضامين كتاب إعلامي جديد للبروفيسور الدلو

...
غلاف الكتاب
غزة/ أسماء صرصور:

كثيرًا ما يشكو الباحثون من عدم وفرة المصادر التي تتناول الصحافة الفلسطينية منذ نشأتها عامة، وتاريخ الصحافة المتخصصة خاصةً، ويواجهون أيضًا اختلافًا واسعًا في المعلومات داخل هذه المصادر القليلة.

لذا جمع أستاذ الصحافة في الجامعة الإسلامية البروفيسور جواد الدلو مجموعة من الأبحاث والدراسات العلمية المحكمة، وأصدرها حديثًا في كتاب واحد؛ حفظًا للإعلام الفلسطيني عامةً، والصحافة الفلسطينية خاصةً، وتسهيلاً على القارئ الوصول إليها، وإفادة الباحثين في هذا المجال، والنقابة والصحفيين في موادهم الإعلامية.

صحيفة "فلسطين" في لقاء قصير مع البروفيسور الدلو، وقراءة سريعة للكتاب، تستعرض أهم ما يتناوله كتابه "دراسات في تاريخ الصحافة الفلسطينية".

الكتابات التاريخية نادرة

ويقول الدلو: "الكتابات التاريخية في الإعلام الفلسطينية والصحافة كتابات شبه نادرة، ولا توجد أبحاث في هذا الصدد"، مبينًا أن كتابه طرق مجالات حديثة، مثل: الصحافة في قطاع غزة، "وهو أمر غير مسبوق، ولم يتناوله أحد من المؤرخين أو الإعلاميين أو خبراء الإعلام الفلسطيني والصحافة في القطاع".

ويقع كتاب "دراسات في الصحافة الفلسطينية" في 148 صفحة، تتناول الصحافة المتخصصة، وتاريخ الصحافة في فلسطين (قطاع غزة – الصحافة تحت الاحتلال الإسرائيلي).

ويؤرخ البروفيسور الدلو للصحافة الفلسطينية منذ بداية صدورها عام 1876م، في العهد العثماني، مرورًا بالانتداب البريطاني، إلى الاحتلال الإسرائيلي، حتى عهد السلطة الفلسطينية.

ويتناول الكتاب الصحافة المتخصصة في فصليْن، الفصل الأول بعنوان: الصحافة الأدبية في فلسطين بين عامي (1876م-1918م) أي في العهد العثماني، ويتحدث عن خصائص الصحافة الأدبية في تلك الحِقبة، والظروف التي ساعدتها على النشأة والاستمرار.

أيضًا تناول هذا الفصل الحياة الأدبية في العهد العثماني، وانعكاسها على الصحافة بمجلات أدبية عامة، أو صفحات أدبية متخصصة داخل الصحف والمجلات، وهذا يعني وجود مستويين من مستويات الصحافة المتخصصة.

أما الفصل الثاني فهو مخصص للصحافة الرياضية، وتناولها منذ نشأة الصحافة في فلسطين عام 1876م حتى عام 1997م، أي في أكثر من قرن من الزمان، ويحدد الكتاب الأطوار التي مرت بها في المراحل الخمس التي شهدتها الصحافة الفلسطينية، فيتناولها في العهد العثماني، وتحت الانتداب البريطاني، والعهدين المصري والأردني بقطاع غزة والضفة الغربية على التوالي، وتحت الاحتلال الإسرائيلي، وفي عهد السلطة الوطنية الفلسطينية.

ويعلق البروفيسور على هذا الفصل بقوله: "حاولت أن أبين متى نشأت وما مسيرة الإعلام الرياضي في فلسطين، مقارنة بالدول العربية، وما مستويات الصحافة الرياضية التي عرفتها فلسطين".

المقابلات من أدوات البحث

وفي الفصلين الثالث والرابع، يتناول الكتاب الصحافة الفلسطينية بقطاع غزة بين عامي (1948م-1967م)، وبين عامي (1967م-1994م).

ففي الفصل الثالث يتناول الصحافة في قطاع غزة زمن الإدارة المصرية، وما مدى تأثير الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحالة عدم الاستقرار على النشاط الصحفي، ويستعرض الجرائد والمجلات التي صدرت في تلك المدة.

أما الصحافة تحت الاحتلال الإسرائيلي بين عامي (1967م-1994م) فتناولها الكتاب في الفصل الرابع، بالضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء، وقدم عرضًا للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي كانت سائدة فيهما، وانعكاسها على الصحافة الفلسطينية تحت الاحتلال الإسرائيلي.

ويرجع الاختلاف في الحقب الزمانية التي عالجها الكتاب –وفق قول الكاتب الدلو- لطبيعة البحث والهدف الذي يسعى إلى تحقيقه.

وبسؤال الباحث عن أهم أدوات البحث المستخدمة في مجموعة البحوث، يجيب: "هذا البحث يدخل في إطار البحوث الوصفية، واستخدم المنهج التاريخي، معتمدًا على المقابلات الشخصية التي أجريت مع المعاصرين للحقب التاريخية القريبة زمنيًّا"، مشيرًا إلى أن الحقب التاريخية القديمة اعتمد الباحث فيها على الوثائق التاريخية، مثل الوصول إلى أول نسخة لأول جريدة صدرت تحت الاحتلال الإسرائيلي والاطلاع عليها وهكذا.

وبالحديث عن مستقبل هذا الكتاب، يرى البروفيسور الدلو أنه سيكون مفيدًا لطلبة الإعلام بالجامعات الفلسطينية في المساقات التي تتناول الصحافة الفلسطينية، وطلبة الدراسات العليا والباحثين والمهتمين بالصحافة الفلسطينية، متوقعًا أن يكون مرجعًا رئيسًا في هذا المجال.

ويرجع ذلك إلى أنه كتاب علمي محكم يتسم بالحداثة ويتناول حقبًا تاريخية مختلفة، ويتصل بالصحافة المتخصصة، والصحافة عامة، ويتناول أثر الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الصحافة بفلسطين خلال المراحل المختلفة.

أيضًا كل الفصول هي بحوث علمية محكمة، نشرت سابقًا في مجلات فلسطينية وعربية ودولية علمية محكمة.

ويضيف الكاتب: "سيكون الكتاب عونًا ومساعدًا كبيرًا لطلبة الدراسات العليا الذين يدرسون في الجامعات الفلسطينية والجامعات العربية، عند اختيارهم مجتمع الدراسة وعيناتهم".

نشر الكتاب إلكترونيًّا

وأخيرًا البروفيسور الدلو نشر كتابه إلكترونيًّا بصيغة (PDF) على صفحته الشخصية في موقع الجامعة وموقع التواصل (فيس بوك) دون إسناد النشر لدار نشر معينة، خاصةً أن الظروف الاقتصادية صعبة، مشيرًا إلى أنه فعل ذلك ليكون صدقة جارية عن روحي والديه.

ويرجع ذلك لما لهما من فضل بعد الله عليه، في غرس حب العلم والاطلاع والقراءة ومواصلة الدراسات العليا والتعلم، وانشغاله عنهما أوقاتًا طويلة، وبعده وسفره عنهما.

والبروفيسور الدلو شغل سابقًا منصب عميد كلية الآداب في الجامعة الإسلامية، ورئيس قسم الصحافة في الجامعة الإسلامية، وعمل محاضراً في الإعلام الفلسطيني في أكثر من جامعة فلسطينية، ومُقيّم ومحكم للعديد من برامج الإعلام لهيئة الاعتماد والجودة في وزارة التربية والتعليم العالي، وحاصل على رتبة أستاذ منذ 15 عامًا، ومنحته الجامعة في آب (أغسطس) الماضي درجة أستاذ شرف.

ومن إصدارات البروفيسور الدلو كتب: (التشريعات الإعلامية في فلسطين، والإعلام والأمن: تكامل أم تضاد، وفن الحديث الصحفي وتطبيقاته العملية، ودراسات في تاريخ الصحافة الفلسطينية، ودراسات في الصحافة الفلسطينية، والصحافة الدينية في الوطن العربي، والصحفيون بين سبل رفع مستوى المهنة وتشكيل نقابة فاعلة، وتوثيق إعلامي: ومجزرة الحرم الإبراهيمي)، إلى جانب العشرات من الأبحاث العلمية الرائدة المنشورة في مجلات فلسطينية وعربية رائدة، مثل: (الإنفوجرافيك في الصحافة الفلسطينية، وسيميائية الصورة الصحفية في انتفاضة الأقصى في الصحف الفلسطينية، والإعجاز الإعلامي في استهلال القصة الخبرية القرآنية: قصص سورة الكهف نموذجاً.. إلخ).

وأشرف الدلو -ولا يزال يشرف- على دراسات علمية لها بصمة واضحة في المكتبة الفلسطينية، وهو عضو استشاري في هيئات تحرير العديد من المجلات العلمية.