فلسطين أون لاين

"جُرِّد المحتجزون من ملابسهم ثم التُقطت لهم صور".. منظمة أممية توثق منشورات لجنود "إسرائيليين" صوَّرت الفلسطينيين الأسرى

...
"جُرِّد المحتجزون من ملابسهم ثم التُقطت لهم صور".. منظمة أممية توثق منشورات لجنود "إسرائيليين" صوَّرت الفلسطينيين الأسرى
غزة/ فلسطين أون لاين

قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية إن صورا وفيديوهات نشرها جنود الاحتلال تظهر بوضوح انتهاكات واعتداءات بحق أسرى فلسطينيين، بينهم أطفال، من غزة والضفة، وترقى إلى جرائم حرب.

واستعرضت المنظمة الحقوقية في تقرير مصور جانبا من تلك الانتهاكات التي قالت إن من بين مرتكبيها جنودا إسرائيليين يحملون الجنسية الأمريكية.

وذكر التقرير أنه “في كثير من الحالات، جُرِّد المحتجزون من ملابسهم، أحيانا بالكامل، ثم التُقطت لهم صور أو فيديوهات، ونشرها جنود إسرائيليون أو وسائل إعلام أو نشطاء”.

وأضاف أن “التعرية القسرية التي يتبعها التقاط صور ذات طابع جنسي ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي هي من أشكال العنف الجنسي وجريمة حرب أيضا”.

استعراض الانتهاكات

وذكر التقرير أن المنظمة حللت 37 منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي صوَّرت الفلسطينيين الأسرى، وأغلبهم من الرجال والفتية في غزة والضفة الغربية، غالبا مجردين من ملابسهم باستثناء ملابسهم الداخلية، وفي بعض الحالات عراة تماما، ومقيدي الأيدي، ومعصوبي الأعين، ومصابين.

وأضاف: “تضمنت بعض المنشورات تعليقات مهينة ومذلّة كتبها جنود أو صحفيون إسرائيليون. أزالت منصات مثل “تيك توك” و”يوتيوب” بعض هذه المنشورات”.

نماذج من الانتهاكات

بين 25 أكتوبر/تشرين الأول و28 ديسمبر/كانون الأول، نشر جندي إسرائيلي، يحمل الجنسية الأمريكية وفقا لحساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، 7 صور وفيديوهات على الأقل لرجال فلسطينيين محتجزين لدى وحدته في الضفة الغربية. يظهر في الصور المحتجزون بملابسهم مكبلي الأيدي، والعديد منهم معصوبو الأعين، ووضِعت على بعضهم أعلام إسرائيلية.

في مقطعَيْ فيديو نُشرا في 28 و29 أكتوبر/تشرين الأول، يضع جندي أوراقا نقدية من فئة الدولار الأمريكي على ركبتيْ رجلَيْن مكبلي الأيدي ومعصوبَي الأعين وجالسين القرفصاء، والجندي يسخر منهما ويطلب منهما تكرار عبارات بالعبرية. نشر الجندي أيضا تعليقات مهينة مثل “نضايق حماس” (“trolling Hamas”) رافقت بعض الصور المنشورة.

في حالة أخرى، نشر جندي إسرائيلي في غزة صورة على فيسبوك في 8 ديسمبر/كانون الأول، تظهر 22 رجلا محتجزا على الأقل في صف واحد، جميعهم مجردون من ملابسهم باستثناء ملابسهم الداخلية، وبعضهم معصوبو الأعين. ويبدو أن هناك طفلين على الأقل بين المحتجزين. يقول التعليق: “كجزء من مهمتنا، أبقينا إرهابيي حماس قيد الاعتقال. سنكتفي بهذه الصورة، هناك صور ليست للنشر”.

تُظهر صورة أخرى نشرها جندي إسرائيلي على إنستغرام، وهو يحمل الجنسية الأمريكية بحسب تقارير إعلامية، ما يُفترض أنها صورة له وهو يقف أمام ستة رجال على الأقل وظهورهم للكاميرا، لا يرتدون سوى ملابسهم الداخلية، راكعين على الأرض ومكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، وأذرعهم فوق رؤوسهم. يقول التعليق على الصورة، وهي الآن محذوفة: “أمي، أعتقد أنني حررت فلسطين”.

ونقل التقرير عن بلقيس جراح، مديرة الشرق الأوسط في المنظمة بالإنابة قولها: “تجاهلت السلطات الإسرائيلية لأشهر نشر عناصر من جيشها صورًا وفيديوهات مهينة يظهر فيها فلسطينيون محتجزون لديها وهم عراة أو شبه عراة. يمكن تحميل كبار المسؤولين والقادة العسكريين المسؤولية الجنائية عن الأمر بارتكاب هذه الجرائم، أو عدم منعها أو (المعاقبة عليها)، من خلال سبل تشمل المحكمة الجنائية الدولية”.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشنّ إسرائيل بدعم أمريكي حربا على غزة، أسفرت عن نحو 129 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.