فلسطين أون لاين

​فوضى تضارب معلومات الحالة الجوية.. من يتحمل المسؤولية؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ محمد أبو شحمة:

عمت حالة من فوضى المعلومات غير الدقيقة وتضارب الأنباء، حول توقعات بوصول منخفض جوي قاس إلى قطاع غزة في الأيام الأخيرة الماضية، وهو ما تسبب بحالة من الخوف والحذر لدى الكثير من المواطنين، والمزارعين، نتيجة التضخيم الكبير للحالة الجوية.

وتعود الأسباب وراء نشر التحذيرات الجوية من المنخفضات الجوية إلى اعتماد الكثير من الوسائل الإعلامية على جهات غير رسمية لا تمتلك خبرة أو معدات مختصة في تنبؤ الحالة الجوية.

وخلال الأيام الأخيرة شهد قطاع غزة، تداول كم كبير من المعلومات المغلوطة حول الحالة الجوية التي مر بها القطاع، إذ اتجه عدد من الهواة إلى تسمية ما هو قادم بالإعصار، وآخرين إلى عاصفة جوية، ومنخفض مداري.

دائرة الأرصاد الجوية، وعلى لسان مديرها ، يوسف أبو أسعد، يؤكد أن العديد من مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية غير المعتمدة، تقوم بنشر معلومات حول الحالة الجوية للبلاد، دون حصولهم على تراخيص، أو موافقة تمنحهم الحق بإعطاء الناس ووسائل الإعلام بيانات حول حالة الطقس.

ويقول أبو أسعد في حديثه لـ"فلسطين": "الأشخاص الذين ينتحلون صفحة الراصد الجوي لا يملكون أي خبرات عملية، أو شهادات عملية معتمدة، تتيح لهم العمل أو نشر بيانات حول الحالة الجوية، وهو ما يساهم في نشر معلومات غير دقيقة تسبب في إحداث حالة رعب لدى المواطنين".

ويضيف أبو أسعد: "المصطلحات التي يتم تصديرها للناس حول الحالة الجوية تحتاج إلى تفسيرات وقياسات، ومعدات خاصة، ولا يصح إطلاق اسم إعصار أو منخفض، أو عاصفة مدارية من قبل أشخاص غير مختصين، ويتم تداولها بين العامة".

ويوضح أن الجهة الوحيدة المخولة للحديث عن حالة الطقس هي دائرة الأرصاد الجوية التابعة لوزارة النقل والمواصلات، وهي جهة تمتلك طاقما مؤهلا ومدربا، يمتلك شهادات علمية، وخبرات من جهات دولية ذات اختصاص بالحالة الجوية.

ويشير أبو أسعد إلى أن دائرة الأرصاد الجوية لديها قاعدة بيانات ضخمة، ومحطات رصد في مختلف الأماكن والمحافظات، واتفاقيات شراكة وتعاون مع مؤسسات دولية ذات العلاقة، تقوم بمدها بالخرائط، والنشرات الجوية.

ويكشف مدير دائرة الأرصاد الجوية، عن وجود تحرك قانوني من قبل دائرته للحد من نشر معلومات مغلوطة غير مستندة على بيانات علمية حول حالة الطقس، حيث تم إعداد قانون لهيئة الأرصاد، يتضمن تنفيذ عقوبات ضد المصادر غير المرخصة.

ويلفت إلى أن أي إجراء ضد من ينشر معلومات غير دقيقة حول الحالة الجوية يحتاج إلى سند قانوني، وهو ما يتم العمل عليه في الجهات الرسمية.

ودعا أبو سعد جميع الوسائل الإعلامية إلى أخذ المعلومات حول الطقس من الجهات الرسمية، وعدم التعامل مع المواقع الإلكترونية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي غير الرسمية والذي يمتلكها هواة، مؤكداً أن دائرة الأرصاد تعمل على مدار الساعة لرصد الحالة الجوية، وتنشر البيانات بشكل محدث.

فوضى

زياد أبو هين مدير إدارة الأزمات والكوارث في الجامعة الإسلامية، يؤكد أن الكثير من الأشخاص أطلقوا على أنفسهم مصطلح "راصد جوي" دون وجود معدات لهم، أو إمكانيات تؤهلهم لإطلاق المعلومات العلمية والنشرات الجوية للناس.

ويقول أبو هين في حديثه لـ"فلسطين": "الحالة الجوية الأخيرة التي مر فيها قطاع غزة، شهدت فوضى في إطلاق المصطلحات العلمية حولها، فهناك من أطلق على ما الحدث اسم عاصفة، وآخرون إعصار، ولم يفرقوا بين المصطلحات الجوية التي كل منها له انطباعات مختلفة، ودرجات في التأثير".

ويوضح أبو هين أن هناك أماكن وعناوين ومؤسسات مختصة في رصد الحالة الجوية، تنشر الحدث بشكل دقيق، وكذلك أساتذة جامعات مختصون يجب الاعتماد عليهم في رصد الحالة الجوية، وإعطاء المعلومات للناس.

ويلفت إلى أن الراصد الجوي يعطي معلومات غير دقيقة عن الحالة الجوية، كونه لا يعتمد على المعدات والأجهزة التي يجب توافرها مع من يريد إعداد نشرات جوية، إضافة إلى ضرورة وجود شهادات علمية لديهم.