فلسطين أون لاين

​نتنياهو وأهالي الجنود الأسرى.. تلاعب لتحقيق مآرب انتخابية

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

تلاعب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرأس حزب "ليكود" بأهالي جنوده الأسرى في غزة، لتحقيق مآرب انتخابية ضمن الانتخابات التي شهدتها دولة الاحتلال في أيلول (سبتمبر) الماضي وما قبلها؛ كما يقول اختصاصيان في الشأن الإسرائيلي.

وتُسيِّر حكومة الاحتلال الحالية برئاسة نتنياهو الأعمال إلى حين تشكيل حكومة أخرى.

وتصدر حزب "أزرق أبيض" بزعامة رئيس الأركان السابق لجيش الاحتلال بيني جانتس نتائج الانتخابات، بحصوله على 33 مقعدًا مقابل 32 لحزب "ليكود" في "الكنيست" المؤلف من 120 مقعدًا.

وفشل نتنياهو (70 عامًا) مرتين هذا العام في تشكيل ائتلاف حاكم، في حين كلف رئيس دولة الاحتلال ريئوفين ريفلين الأربعاء الماضي بيني جانتس بتشكيل حكومة، لكن ليس هناك مسار واضح أمام الأخير للنجاح.

وقد يكون الكيان الإسرائيلي على موعد مع إجراء انتخابات ثالثة خلال العام نفسه.

ويقول المحلل السياسي الاختصاصي بالشأن الإسرائيلي إبراهيم أبو جابر: "إنه لا يوجد من يتحمل المسؤولية في (إسرائيل) لإبرام صفقة تبادل"، مرجحًا أن نتنياهو لن يقدم على خطوة من هذا النوع، لأنه ليس معنيًّا ولا غيره بجنود الاحتلال الأسرى، رغم حالة الإحراج التي تعتريهم مع ذويهم.

وعن مدى إمكانية إقدام حكومة الاحتلال على إبرام صفقة تبادل، يضيف لصحيفة "فلسطين": "إن هذا الموضوع مرهون بنوعية الحكومة التي ستدير الأمور في دولة الاحتلال، وطبيعة نظرتها إلى ملف الجنود الأسرى وذويهم"، متوقعًا أن تستغرق القضية سنوات أخرى، وأنها "لن تنجز بسهولة"؛ إذ إن ما يطلبه أهالي الجنود الأسرى هو استعادة جنود، وهذا ثمنه باهظ.

ويتوقع أن يمتد ذلك مدة معينة، وهذا الأمر مرهون بسياسات حكومة الاحتلال المقبلة، وخطابات رئيسها المستقبلي، خاصة إن تكونت من ائتلاف حكومي قادر على لعب دور كبير في تأييد الصفقة أو عدم تأييدها، كما يلعب "الكنيست" دورًا في ذلك.

وفي 20 تموز (يوليو) 2014م أعلنت "القسام" أسرها الجندي في جيش الاحتلال شاؤول آرون، في أثناء تصديها للعدوان البري الإسرائيلي شرق مدينة غزة.

وظهر المتحدث باسم "القسام" أبو عبيدة، في بيان متلفز مقتضب عبر قناة الأقصى الفضائية، في 2016م، وبدت صور أربعة من جنود الاحتلال في مقطع الفيديو، هم: "آرون"، وهدار غولدن، وأبراهام منغستو، وهاشم السيد.

وقال أبو عبيدة آنذاك: "أي معلومات عن مصير هؤلاء الجنود الأربعة لن يحصل عليها العدو مجانًا"، مضيفًا: "إن (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو يكذب على شعبه، ويضلل جمهوره وأهالي وذوي جنوده الأسرى".

"اتهامات متعددة"

ويشير أبو جابر إلى أن الاحتلال يسعى إلى إطلاق سراح جنوده الأسرى بـ"القوة"، ولا يترك وسيلة إلا ويستخدمها، لكنه يرى أنه لن يتمكن من ذلك.

وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أسرت في حزيران (يونيو) 2006م الجندي في جيش الاحتلال جلعاد شاليط، واحتجزته على مدار أكثر من خمسة أعوام، وأفرجت عنه بموجب صفقة وفاء الأحرار لتبادل الأسرى بالإفراج عن 1050 أسيرًا من سجون الاحتلال في تشرين الأول (أكتوبر) وديسمبر(كانون الأول) 2011م.

وأعلنت "القسام" في كانون الآخر (يناير) 2016م وحدتها الأمنية السرية "وحدة الظل" التي يسند لها تأمين الأسرى الإسرائيليين.

أما الاختصاصي بالشأن الإسرائيلي راسم عبيدات فيؤكد أن قضية جنود الاحتلال الأسرى كانت تستغلها حكومة الاحتلال في إطار انتخابات "الكنيست"، وكان ذلك واضحًا مع اقتراب كل عملية انتخابية، وفي إطار المنافسة طرح بعض مسألة الجنود، وكان هناك من يريد عقد صفقة.

في المقابل، كما يقول عبيدات لصحيفة "فلسطين"، وجه أهالي الجنود اتهامات متعددة للأوساط المختلفة في حكومة الاحتلال وجيشه، بإهمال قضايا جنودهم الأسرى.

ويشير إلى أن الأحزاب الإسرائيلية حاليًّا هي في إطار عملية تشكيل الحكومة، وأي حزب يتخذ خطوة عقد صفقة تبادل؛ يعرف أن ذلك سيشمل إطلاق سراح أسرى أعيد أسرهم، وستشمل الصفقة إطلاق سراح عدد كبير، قائلًا: "أي حزب إسرائيلي سيعدُّ ذلك "انتحارًا سياسيًّا له"؛ وفق وصفه.

ويؤيد عبيدات موقف المقاومة بضرورة الإفراج عن المحررين في صفقة "وفاء الأحرار"، الذين أعاد الاحتلال أسرهم.