لا يزال الأسير المحرر سفيان جمجوم يعتصم برفقة زوجته وأبنائه، لليوم الخامس توالياً، على دوار الساعة بمدينة رام الله، رفضاً لاستمرار السلطة الفلسطينية قطع رواتبهم وعدم الإيفاء بتعهداتها.
جمجوم (48 عاماً) الذي قطع راتبه منذ عام 2007، أمضى 20 عاماً في سجون الاحتلال على فترات مختلفة، أطولها 14 عاماً متواصلة.
ويشارك في الاعتصام الأسرى وأطفالهم وزوجاتهم.
ويرفع المعتصمون لافتات ولوحات جلدية، تطالب بإرجاع حقوقهم ورواتبهم واحترام كرامة الأسرى وحق أسرهم في العيش الكريم، وتقدير حياتهم التي قضوا شبابها في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ويطالب المحررون بالإيفاء بوعدهم الذي حصلوا عليه في اعتصامهم العام الماضي، رافقه إضراب عدد منهم عن الطعام، محذرين من خطوات تصعيدية.
وأكد عدد من الأسرى المحررين في أحاديث منفصلة مع "فلسطين" أن قطع رواتبهم جاء على خلفيتهم السياسية، رافضين التمييز الحاصل بينهم وبين أسرى ومحررين آخرين.
وأعرب المحرَّر جمجوم عن ألمه لما وصل إليه الحال بعدما أوصدت جميع أبواب المسؤولين في وجوههم دون أي نتيجة لحراكهم السابق.
وأوضح أن السلطة الفلسطينية ومؤسساته، لم تفِ بتعهداتها للأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم، في اعتصامهم الأول قبل عام.
وقال: "توجهنا إلى المحكمة المركزية العليا، ورفعت شخصياً قضية لإرجاع راتبي وفي آخر جلساتها، قرر القضاء تغيير القاضية التي كانت متعاطفة مع أحقية قضيتي، بقاض جديد رفض القضية من أول جلساتها".
وأكد أن الأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم، البالغ عددهم نحو 40 أسيراً محرراً، أرسلوا كتباً رسمية إلى جهات رسمية وهيئات حقوقية وأهلية وفصائلية، لكنهم لم يتلقوا أي رد حتى هذه اللحظة.
وأوضح المحرر جمجوم، أنه بفعل قرار الرئاسة الفلسطينية، لن يستطع وزملاءه في الأزمة، العمل في أي منصب حكومي أو أهلي أو قطاع خاص، بفعل عدم حصولهم على ورقة سلامة أمنية تصدر من السلطة الفلسطينية، واصفاً ذلك بأن "السلطة تحشرهم في الزاوية".
وأشار إلى أن هذا السلوك مخالف للقانون، ويمس حياتنا التي نسعى أن تكون كريمة، وحياة أطفالنا، مطالباً بالإسراع في حل قضيتهم.
ورغم وضعه الصحي الصعب، بدأ المحرر بالعمل كمندوب مبيعات لأكثر من 15 ساعة متنقلاً بين محافظات الضفة الغربية، مؤكداً على حقه العيش بكرامة.