أعلن الكرملين، الخميس، استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لإجراء وساطة بين مصر وإثيوبيا، من أجل تجاوز تعثر مفاوضات سد "النهضة".
جاء ذلك وفق تصريح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أوردته وكالة "تاس" الروسية.
وقال بيسكوف إن بوتين اقترح الوساطة بين مصر وإثيوبيا، واستعداده لتقديم المساعدة في هذه المسألة إذا طُلب منه ذلك.
وأوضح أن القمة الحالية (روسيا ـ إفريقيا) تتيح إمكانية جيدة لإجراء لقاءات ثنائية ومحادثات مباشرة حول المسائل التي تثير القلق.
وتزامن إعلان الكرملين مع انعقاد جلسة مباحثات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، على هامش قمة "روسيا ـ إفريقيا" المنعقدة في مدينة سوتشي الروسية.
وتعد المباحثات هي الأولى بعد تلويح إثيوبي باستخدام الخيار العسكري، وإمكانية خوض حرب لحماية "سد النهضة"، وبيان مصري أعرب عن الصدمة حيال تلك التصريحات، وقبول وساطة أمريكية.
والثلاثاء، نقل إعلام إثيوبي محلي عن آبي أحمد، في خطاب أمام البرلمان، أن "الحرب لا يمكن أن تكون حلا. إذا لزم الأمر، يمكن لإثيوبيا حشد مليون شخص (..) لا يمكن لأي قوة أن تمنع إثيوبيا من بناء السد".
فيما أعلنت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، رفضها تلك التصريحات، وقبولها دعوة واشنطن إلى حوار ثلاثي يشمل أديس أبابا والخرطوم.
وأعربت الخارجية عن "صدمتها ومتابعتها بقلق بالغ وأسف شديد، التصريحات التي نُقلت إعلاميا ومنسوبة لرئيس الوزراء آبي أحمد أمام البرلمان الإثيوبي، والتي تضمنت إشارات سلبية وتلميحات غير مقبولة، تتصل بكيفية التعامل مع ملف سد النهضة".
وكشفت مصر تلقيها "دعوة من الإدارة الأمريكية، في ظل حرصها على كسر الجمود الذي يكتنف مفاوضات سد النهضة، لاجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن"، مؤكدة أنها قبلت الدعوة، دون تحديد موعد انعقادها.
وتدعو القاهرة إلى وجود وسيط دولي في مفاوضات السد بعد وصولها إلى "طريق مسدود"، وهو ما ترفضه أديس أبابا.
وكررت إثيوبيا أكثر من مرة، أن المفاوضات لم تصل إلى طريق مسدود، وأن مصر تطالب بـ "أمور مدهشة"، وفق تصريحات سابقة لوزير المياه والري والطاقة سلشي بقلي.ومؤخرًا، قالت وزارة المياه والري والطاقة الإثيوبية، في بيان، إن "اقتراح مصر الجديد بشأن سد النهضة أصبح نقطة خلاف بين البلدين"، وفق الوكالة الإثيوبية للأنباء.
وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55 مليار متر مكعب، فيما تحصل السودان على 18.5 مليار.
وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء في الأساس.