فلسطين أون لاين

"المعلم المساند".. تعليم "علاجي" يبدأ من الصفر

...
أرشيف
غزة/ مريم الشوبكي:

وجدت آيات الهباش في إدراج اسم ابنها ضمن حصص "المعلم المساند" في مدرسته، من طريق أستاذه الذي كان يدرسه بالصف الثالث الابتدائي، حلًّا مناسبًا للتعامل مع مصاعب يواجهها بتعلم مادة اللغة العربية من حيث القراءة والإملاء.

ولتسهيل التعامل مع احتياجات الطلبة في المرحلة الابتدائية، لاسيما مع تفاوت مستوياتهم وقدراتهم، نفذت وزارة التربية والتعليم مشروع المعلم المساند، حيث يقوم مدرسون من الخريجين بالتعليم العلاجي للطلبة الذين لا يمتلكون المهارات الأساسية في مادتي اللغة العربية والرياضيات، ويبدؤون معهم من الصفر حتى يمكنوهم من الاندماج والوصول إلى مستوى زملائهم في الفصل.

وتقول الهباش (30 عامًا) لصحيفة "فلسطين": "في البداية تشجعت وتحمست للأمر لأن هذه الحصص ستقوي ابني في اللغة العربية العقبة الوحيدة أمامه، فكان يحقق أعلى الدرجات في باقي المواد، وبالفعل لاحظت الفرق بتحسن ملحوظ في قدرته على القراءة".

لكن الهباش تقترح تنظيم حصص المعلم المساند قبل أو بعد الدوام المدرسي، لئلا يضطر إلى التغيب عن أي منها.

وينطبق الحال ذاته على يزن، الذي يدرس في الصف الثالث الابتدائي، إذ تقول والدته يسرى لولو: "إن عقدته كانت تعلم الرياضيات، وحاولت تعليمه في المنزل لكن لم أفلح، وألحقته بمركز للدروس الخصوصية، ولم أر نتيجة تذكر".

وتتابع لصحيفة "فلسطين": "لم أكن في بداية الأمر متحمسة حينما أخبرني أن مدرسه ضمه لحصص التعليم العلاجي خوفًا من التأثير على مستواه في باقي المواد، ولكن رغم التأثير البسيط، حقق استفادة كبيرة في تعلم أساسيات الرياضيات".

من جهته يقول المدير العام للإشراف التربوي في وزارة التربية والتعليم بغزة محمود مطر: "إن الوزارة حصلت على الدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) عام 2014م لتنفيذ مشروع المعلم المساند، وهذه كانت البداية الفعلية له، وشمل 20 مدرسة حكومية، وهذا العام غطيت جميع المدارس في القطاع تقريبًا بعد زيادة التمويل من الجهات المانحة".

ويضيف لصحيفة "فلسطين": "إن المشروع بدأ بعدد قليل من معلمي المدارس وعدد محدود من الصفوف، ومع تحقيق نتائج مرضية وناجحة على الأرض زيد التمويل بعد ثلاث سنوات، لتوظف (يونيسف) عددًا من الخريجين معلمين مساندين في المدارس".

ويذكر مطر أن عدد الخريجين في هذا المشروع كان قبل عامين 50 خريجًا، وهذا العام ارتفع إلى 210 خريجين يعملون فصلًا دراسيًّا واحدًا ثم يجدد لهم فصلًا دراسيًّا آخر، ويختارون ضمن تخصصات: اللغة العربية، والتعليم الأساسي، والرياضيات.

وعن دور المعلم المساند، يبين أنه يقوم بما يعرف بالتعليم العلاجي لفئة الطلبة ضعاف التحصيل الدراسي أو من يعانون صعوبات في التعلم، ويصعب على معلم المدرسة التعامل معهم، ويخصص لهم فصل في المدرسة يضم 30 طالبًا.

ويوضح المدير العام للإشراف التربوي أن المعلم الذي يخضع لتدريب مدة ستة أيام يبدأ مع هؤلاء الطلبة من الصفر، إذ يصمم مجموعة من البطاقات العلاجية لمادتي اللغة العربية والرياضيات، وكل مادة تشمل ستة مستويات، بدءًا من الحروف والأرقام ثم مقاطع الكلمة ثم تكوين الكلمات.

وحصص التعليم العلاجي تركز على فئة الطلاب الذين لا يمتلكون المهارات الأساسية لهاتين المادتين، ثم يُدمَجون في الصفوف لأنهم يصبحون قادرين على مجاراة زملائهم، وفق حديث مطر.

ويذكر أن التعليم العلاجي يقدم للطلاب في أثناء الدوام المدرسي، بعكس ما كان يعتمد سابقًا من تقديمه قبل الدوام أو بعده، لأن الطالب يرهق في الحالتين.

ويشير مطر إلى أن الوزارة والمدارس تتلقى باستمرار طلبات من أولياء الأمور لإلحاق أبنائهم بالمشروع، وبعض المدارس اتجهت نحو زيادة عدد الطلاب -وهو ما لا يوائم فلسفة المشروع- عن العدد المحدد استجابة لطلبات الأهالي.

وعن طرق قياس النجاح الذي يحققه مشروع المعلم المساند، يكمل مطر: "إنه يخضع لتقييم خارجي من جهة محلية ودولية، في حضور وفد من المؤسسة الناجحة قبل وبعد تطبيق المشروع، بورش عمل تعقد للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، يحصلون فيها على تغذية راجعة عن المشروع".