انتشر في الآونة الأخيرة، خبر رفض لاعب كرة القدم الأمريكية الشهير، مايكل بينيت، زيارة (إسرائيل)، مع بعثة "نوايا حسنة" مكونة من 13 نجماً من نجوم الدوري الأمريكي لللعبة.
وأعلن "بينيت" بصراحة عن موقفه الداعم للفلسطينيين، ورفضه لـ"الاستخدام" من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى سيره في ذلك على خطى الملاكم الأمريكي الأكثر شهرة؛ محمد علي كلاي، الذي كان "يقف بقوة دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطيني، ويعتبر نفسه صوت من لا صوت له"، بحسب بينيت.
وإن كان موقفه قد برز بسبب تصريحاته القوية، إلا أنه لم يكن الوحيد، فمن بين اللاعبين الـ13، لم يذهب سوى خمسة، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في 17 فبراير/شباط الجاري.
ويذكر هذا الموقف بالعشرات من المواقف المشابهة، التي اتخذها مشاهير عالميون، من مختلف المجالات، تسببت بإحراج "تل أبيب" على الساحة الدولية، وأعادت التذكير بحقيقة الكيان الإسرائيلي وجرائمه بحق الفلسطينيين، وأكدت على كونه كياناً غريباً عن العالم، ويعاني من عقد العزلة والشك في الذات.
العائلة الملكية البريطانية
أشار تقرير لصحيفة "تيليغراف" البريطانية، في ديسمبر/كانون أول 2015، إلى أن أيّاً من أفراد العائلة الملكية البريطانية، لم يقم بزيارة (إسرائيل) بشكل رسمي، منذ قيامها قبل 67 عاماً.
وتقدم قادة دولة الاحتلال المتعاقبين، بعشرات الدعوات لزيارتها، لم تلب أي منها، كان آخرها دعوة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للأمير تشارلز، أمير ويلز، ووريث العرش الملكي البريطاني، على هامش مؤتمر المناخ، الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس، نهاية عام 2015.
وبالرغم من أن الأمير فيليب، دوق إدنبرة، كان زار قبر والدته، الأميرة أليس، الواقع في منطقة جبل الزيتون، في شرقي القدس المحتلة عام 1994، إلا أن وزارة الخارجية البريطانية سارعت لإصدار بيان أكد على البعد الشخصي للزيارة، الأمر الذي أثار، ولا يزال، حفيظة الاحتلال الإسرائيلي، وحرجها على الساحة الدولية.
ولا تتحدث لندن عن أي توضيحات لهذا الموقف، حيث إن أفراد العائلة الملكية يملكون صلاحية عقد الزيارات الرسمية، وقد زار أمراء دولاً في الشرق الأوسط عدة مرات، كان آخرها زيارة الأمير تشارلز لست دول عربية، في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي.
ستيفن هوكينغ
رفض عالم الفيزياء البريطاني، ستيفن هوكينغ، الذي يعد أحد أبرز العلماء في التاريخ، تلبية دعوة لزيارة (إسرائيل)، عام 2013، للمشاركة في حفل بمناسبة الذكرى السنوية التسعين لمولد رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، شمعون بيريس (توفي في سبتمبر/أيلول الماضي).
وزار "هوكينغ"، (إسرائيل) أربع مرات، كان آخرها عام 2006، بدعوة من السفارة البريطانية في "تل أبيب"، حيث التقى بطلاب إسرائيليين وفلسطينيين، إلا أنه امتنع بعد ذلك عن الزيارة، وأبدى ميولاً لصالح القضية الفلسطينية، حتى أعلن عام 2013 عن مساندته لمقاطعة دولة الاحتلال، مكرراً التحذير، في أكثر من مناسبة، من وقوع "كارثة" جراء استمرار (إسرائيل) في سياساتها تجاه الفلسطينيين.
أكثر من ذلك، فقد أعلن العالم البريطاني، الأسبوع الماضي، عن إطلاق حملة كبيرة لتمويل طلاب وعلماء الفيزياء الفلسطينيين، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث يتابعه أكثر من 3.8 مليون شخص من حول العالم.
نجوم الأوسكار
أعدت "تل أبيب" العام الماضي، برنامجاً لرحلة مجانية فاخرة إلى (إسرائيل)، لـ26 مرشحاً لنيل جوائز الـ"أوسكار" عن أفلام عام 2016، وذلك في الفترة الممتدة بين ترشيحهم، نهاية يناير/كانون ثاني 2016، والكشف عن الفائزين وتسليمهم الجوائز، الذي تم أمس الإثنين.
ومع اقتراب موعد المناسبة، تناقلت صحف عالميةٌ، خلال الأسبوع الماضي، أن أيّاً من المدعوين الـ26 لم يلبّ الدعوة، بالرغم من تقدير تكلفة الرحلة بـ55 ألف دولار عن كل شخص، الأمر الذي أرجعه كثيرون إلى الحملة الكبيرة التي شنها مناصرو القضية الفلسطينية في الغرب، لحث النجوم على عدم التلبية.
ويبرز من بين المدعوين كل من؛ النجم كيسي أفليك والنجمة إيما ستون، اللذان فازا، أمس، بأوسكار عن أفضل ممثل وممثلة عام 2016، بالإضافة إلى ليوناردو دي كابريو، ومات دامون، والنجمة الصاعدة جينيفر لورنس، وجميعهم من نجوم الهوليوود الحائزين على أوسكار سابقاً.
ونقلت وكالة أنباء "وفا" الفلسطينية، الأربعاء، عن يوسف منير، الناشط في "الحملة الأميركية لحقوق الفلسطينيين" التي ساهمت في الحملة المناهضة للزيارة: "هذا يعد نجاحاً، أعتقد أنه من الواضح أن هدف استغلال الممثلين لتجميل صورة (إسرائيل) قد فشل".
كما أشارت الوكالة إلى أن وزارة السياحة الاسرائيلية رفضت التعليق على الأمر.