فلسطين أون لاين

​هل يعلم الرجل أن "سرطان الثدي" لا يقتصر على المرأة؟

...
يصاب 1.2% من الذكور به في العقد الخامس من العمر فما فوق
غزة/ مريم الشوبكي:

سرطان الثدي يرتبط عادة بالنساء، ولكن هل عرفتم أنه يصيب الرجال أيضًا؟، ودائمًا ما تنصب برامج التوعية للكشف المبكر عنه تجاه النساء، لأنهن يصبن به بنسبة 99%.

وإن كان مرض سرطان الثدي سببه الهرمون الأنثوي في الجسم، لكنه ليس أنثويًّا بحتًا، وإن ندر حدوثه لدى الذكور، فما الأسباب التي تسبب ظهور الورم لدى الرجال؟، وما الآلية المتبعة لعلاجه؟

رئيس قسم علاج الأورام في مستشفى الرنتيسي بغزة د. خالد ثابت يقول: "إن سرطان الثدي أكثر شيوعًا عند الإناث منه عند الذكور، فنسبته لدى الإناث 99%، في المقابل يصاب 1.2% من الذكور به في العقد الخامس من العمر فما فوق، إذ تسجل ثلاث إلى أربع حالات سنويًّا".

ويوضح د. ثابت لصحيفة "فلسطين" أن سرطان الثدي يشكل 18% من مجمل حالات السرطان في المجتمع الغزي، و30% من مجمل حالات السرطان لدى الإناث.

ويُرجع ندرة حدوثه لدى الرجال إلى أنه مرتبط بالهرمون الأنثوي "إستروجين" الذي يفرزه المبيض، وعند الذكر تفرزه غدة تقع فوق الكلية بنسبة ضئيلة جدًّا، والعوامل الوراثية التي لها أيضًا دور في الإصابة به.

وعن أعراض إصابة الرجل بسرطان الثدي، يبين أن المرض في مراحله الأولى يكون عبارة عن كتلة محسوسة بالثدي غير مؤلمة، ويمكن تعرف المريض إليها باللمس، أما في المراحل المتقدمة فيكون عبارة عن قرحة تمتد من الجلد حتى عضلات جدار الصدر مع وجود عقد لمفاوية تحت الإبط.

ويشير د. ثابت إلى أن تشخيص سرطان الثدي لدى الرجال أسهل منه عند النساء، بظهور كتلة في الثدي، وبعد مراجعة الطبيب يخضع المريض لفحوصات، ثم تصوير "ألتراساوند"، وبعدها تؤخذ عينة من الكتلة.

وعن مراحل العلاج من سرطان الثدي لدى الرجال، يذكر أن علاج المرض في مراحله الأولى استئصال الثدي مع الورم، ثم تحديد مرحلة انتشار الورم، وبناء عليه يعطى العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو الهرموني حسب الفحوصات بعد العملية الجراحية.

ويلفت رئيس قسم الأورام إلى أنه عند اكتشاف المرض في مراحله المتقدمة لا يمكن إجراء عملية جراحية إلا بعد إعطاء المريض العلاجات الكيميائية حتى السيطرة عليه ويصغر حجم الورم تحت الإبط، أما في حالة تفشي المرض في كل أنحاء الجسم فيتعامل معه بالآلية نفسها التي تتبع في علاج الإناث، ويخضع لمتابعة دورية بعد انتهاء العلاج.

ويفيد أن معظم الحالات التي تعالج في المستشفى -وهي قليلة- يكون المرض في حالته المتوسطة، ولم يكتشف مبكرًا، بسبب قلة الوعي بإمكانية إصابة الرجال بسرطان الثدي".

ويقول د. ثابت: "الرجال أكثر جرأة في التوجه لطبيب بمجرد ظهور الورم لمعاينته".

ويضيف: "عادة ما تنصب برامج التوعية بشأن سرطان الثدي التي تنفذها وزارة الصحة والمؤسسات ذات العلاقة نحو النساء بضرورة إجراء الكشف المبكر، ولا يوجد أي برامج توعية موجهة للرجال، لأن معظم الحالات المكتشفة تكون عشوائية وغير نمطية".

ووفقًا لحديث ثابت إنه لا توجد أسس وقاية من سرطان الثدي عند الرجال، وإنما تقتصر على الكشف المبكر عنه، وبسبب ذلك العديد من الحالات شفيت تمامًا، بعد إعطائهم العلاجات حسب البروتوكولات المتبعة في المستشفى.

وكان ثابت كشف لصحيفة "فلسطين" في الرابع من شباط (فبراير) الماضي، تزامنًا مع اليوم العالمي للسرطان، عن زيادة مطَّردة في عدد المصابين بمرض السرطان في قطاع غزة، مبينًا أن وزارة الصحة تستقبل شهريًّا 120-130 حالة سرطان تشخص حديثًا كل شهر.