حذّر مختصان أمنيان من التعاطي مع صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" الخاصة بالاحتلال الإسرائيلي سواء المعروفة كصفحة "المنسق" أو "الكباتن"، أو غير المعروفة والمشبوهة بدعوى تقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين، مؤكدين أنها تتبع لمخابرات الاحتلال.
ودشنت وزارة الداخلية بغزة أخيراً، حملة للتوعية والتحذير من الوقوع في فخاخ الاحتلال، ومصائده، أو التواصل بصورة أو أخرى مع صفحات ضباط المخابرات على مواقع التواصل الاجتماعي وتقديم معلومات لهم، مشددة على أن التواصل المقصود وعن سبق إصرار تعد جريمة خيانة وطنية يعاقب عليها القانون.
وحذر المختص الأمني محمد أبو هربيد من التعامل مع صفحات الاحتلال الإسرائيلي بدعوى تقديم خدمات إنسانية، موضحاً أن الاحتلال يدير عددا من الصفحات التي يستهدف من خلالها أهالي قطاع غزة، بهدف الإسقاط أو تشكيل شبكات من العملاء داخل القطاع.
وأكد أبو هربيد لـصحيفة "فلسطين"، أن الصفحات ليست بالعدد الكبير التي تديرها مخابرات الاحتلال، ويستطيع المواطن أن يعرف هويتها باستخدام أسلوب فيه نوع من التضليل، وعدد منها ظاهر للمواطنين صفحات كـ"المنسق" و"الكباتن".
وأشار إلى أن هناك صفحات وهمية يكون خلفها رجال مخابرات هدفها زيادة أعداد المعجبين.
وبين أن سلطات الاحتلال لا تأبه بالمبلغ الكبير الذي يضخ من أجل تحقيق أهدافه، إذ يحاول إيصال رسالة بخلق حالة من التعايش بين المجتمعين الفلسطيني والإسرائيلي، ويحاول إزالة الدموية عن نفسه، والترويج على أنه ديمقراطي يبحث عن السلم، منوهًا أن الاحتلال أنشأ وحدة مخابرات للتواصل الاجتماعي مع الفلسطينيين والعرب.
ووجه أبو هربيد عددًا من النصائح للمواطنين بما يخص صفحات الاحتلال أبرزها عدم الإعجاب بتلك الصفحات التي تظهر كممول، لشريحة كبيرة من أبناء المجتمع الفلسطيني على "فيس بوك".
وقال: إن هذه الصفحات تحاول بشكل متكرر تجريم المقاومة وتنفيذ سياسة الاغتيال المعنوي لعدد من الشخصيات الفلسطينية بعد فشلها في اغتيالها على أرض الواقع.
وثمن أبو هربيد دور الجهات الأمنية في إطلاق حملة التوعية الجديدة بتجريم التواصل مع المنسق وصفحات مخابرات الاحتلال "والتي هي جزء من حملة كي الوعي التي تحاك ضد المقاومة".
بدوره قال الخبير الأمني رامي أبو زبيدة: "إن الاحتلال الصهيوني يستغل كل الأدوات من أجل استهداف أبناء شعبنا، خاصة بعد نقص دور الخلايا التي تنشط مباشرة معه، والواضح أن العدو يستغل مواقع التواصل الاجتماعي والتجنيد غير المباشر من خلف الستار".
وأضاف أبو زبيدة لـصحيفة "فلسطين" "أن العدو الصهيوني يستطيع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الحصول على معلومات جيدة، ليستغل حاجات المواطنين بعد تفريغ الكبت الذي يعيشونه على مواقع التواصل الاجتماعي والتعرف إلى احتياجاتهم ليستغل نقاط الضعف بإسقاطهم".
وتابع: "يسعى الاحتلال بعد دراسة الحالة التي يعيشها المواطن، للتواصل معه بطرق مختلفة مستغلًا حاجاته وبذلك يسارع في الإدلاء ببعض المعلومات الأولية بغير قصد أو دراية بمخاطرها الأمنية على المجتمع المحلى".
وأوصي أبو زبيدة الشباب الفلسطيني بعد التفاعل أو التعليق على صفحات الاحتلال خاصة أن الاحتلال يحاول من خلالها تجريم المقاومة، ونشر الإشاعات وزعزعة استقرار الجبهة الداخلية.
وختم حديثة قائلاً: "على أبناء الشعب الفلسطيني أن يكونوا على قدر عالٍ من الوعي وعدم نشر حياتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي والتعامل مع المعلومات الواردة من هذه الصفحات بحذر".