تبدي عائلة عيساوي من القدس المحتلة، فخرًا كبيرًا بمشاركة ابنتها مرح في حملة للتبرع بالدم قبل إصابتها بالتهاب فيروسي على الدماغ، وإثره توفيت الجمعة الماضية، حيث ووري جثمانها ثرى مدينة القدس، أول من أمس.
وبحسب عمها طارق عيساوي الذي تحدث لصحيفة "فلسطين"، فإن مرح طالبة الحقوق في جامعة بيرزيت، والمتفوقة في دراستها، لم تعاني أي أمراض من قبل، والتبرع بالدم جزء من ثقافة العطاء لدى مرح وعائلة عيساوي.
وكان بنك الدم المركزي التابع لوزارة الصحة نظم حملة تبرع بالدم بجامعة بيرزيت برام الله في سبتمبر/ أيلول الماضي، شارك فيها عدد من طلبة الجامعة، ومنهم مرح.
وقال عيساوي في اتصال هاتفي: "إننا ندعم حملات التبرع بالدم، وكانت مرح من أكثر المؤيدين لها".
وفي بيان للعائلة، وصلت "فلسطين" نسخة عنه، أوضحت أن مرح شاركت في حملة التبرع في 17 سبتمبر، وبعدها مباشرة ظهرت عليها أعراض مرضية استدعت خضوعها لتلقي العلاج.
وأضاف البيان "بعد أن اشتد عليها المرض تم إدخالها إلى مستشفى (هداسا عين كارم) _غربي القدس المحتلة_ بتاريخ ٢٢ سبتمبر/ أيلول ٢٠١٩، وتشخيصها بالإصابة بالتهاب فيروسي على الدماغ لم يعرف مصدره أو نوعه".
"ومن منطلق حرصنا على سلامة أبناء شعبنا قمنا بالاتصال مع بنك الدم المركزي بتاريخ سبتمبر، وطلبنا منهم عدم استخدام الدم المتبرع به" كما جاء في البيان.
وكان بيان لوزارة الصحة نفى إصابة مرح بالفايروس نتيجة التبرع وتلوث إبرة السحب، وجاء فيه أن الفايروس الذي أصاب مرح لم يكن من خلال التبرع بالدم، حيث كانت تعاني من أعراض هذا الفايروس قبل تبرعها بالدم، وهذا ما نفته العائلة على لسان عمها طارق نفيًا قاطعًا.
وأكمل "لم تكن تعاني من أي مرض قبل مشاركتها في التبرع بالدم".
كما طالبت عائلة عيساوي الوزارة بتزويدها بنوعية الأجسام المضادة الغريبة في حال وجودها في العينة المتبرع بها إن صحت رواية الوزارة التي جاءت في بيانها، وذلك لأنه حتى وفاة مرح لم يعرف نوع الفايروس أو أي أجسام مضادة غريبة على الرغم من أن فحوصات مختلفة أجريت داخل البلاد وخارجها.
ورفض عمها ما جاء في بيان صحة رام الله، إننا وجدنا أجساما غريبة في دماء مرح، وقال: "إن هذه التصريحات غير صحيحة".
وتعيش عائلة عيساوي ظروفًا صعبة بعد فقد مرح الابنة المدللة لوالديها وأشقائها الثلاثة.
وكانت مرح من مواليد 1999، من المتفوقات في دراستها المدرسية وحصلت على معدل 96% في الثانوية العامة، وكذلك تفوقت في دراسة الحقوق بجامعة بيرزيت، وكانت تحب دراستها وتطمح للعمل كمدافعة عن حقوق الإنسان على المستوى الدولي.
وكانت مرح تطمح لتدويل ما يعانيه الفلسطينيون وكذلك قضية عائلتها التي عانت على مر السنوات الماضية من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، كما قال عمها.
ومعروف أن عائلة عيساوي من بلدة العيساوية بالقدس المحتلة عانت كثيرًا من الاحتلال الذي هدم لها بيوتًا، وقتل واعتقل من أبنائها العديد ضمن سلسلة انتهاكات ما زالت مستمرة بحق بعضهم.
وكان والدها هاني عيساوي اعتقل وعمره 18 عامًا لمدة 10 سنوات، وتعرض لاحقًا لعمليات اعتقال جديدة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال عمها طارق عيساوي: "نفتقد مرح في كل لحظة، كانت ابنة مدللة للجميع، لم تكمل حلمها بدراسة الحقوق، لكن سيأتي يوم من يحقق هذا الحلم".