عام بعد عام يعيش مواطنو قطاع غزة بلا أمراض معدية، فضمن خطةٍ تنفذها وزارة الصحة تم القضاء على عدد منها وسُيطِر على أخرى، بإجمالي عدد مصابين خلال العام المنصرم 190 ألف حالة بنسبة انخفاض (1.13%) عن العام 2017.
جاء الإعلان ذلك، خلال يوم علمي بعنوان "واقع الأمراض المعدية ومرض الحصبة في قطاع غزة" نفذته دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة بغزة، اليوم، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "اونروا" وبرنامج الامم المتحدة للطفولة "يونيسيف".
وبين المشاركون أن واقع الأمراض المعدية في قطاع غزة مستقر، وفي حال ظهور عدد من الحالات المرضية يتم التعامل والسيطرة عليها فور اكتشافها، وأُرجع ذلك إلى استقرار نظام التطعيمات المعمول به، والذي يعد من أفضل الأنظمة على مستوى العالم، بالإضافة إلى نظام ترصد الأمراض المعدية والذي أسهم في منع حدوث أي وباء.
وأوضح مدير دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة د. مجدي ظهير، أن المؤتمر يهدف لدراسة واقع الأمراض المعدية في قطاع غزة عام 2018 ومقارنتها بالسنوات التي مضت، ومعرفة معوقات مكافحتها والجهود المبذولة للحد منها.
وبين ظهير في حديثة لـ "فلسطين"، أن المؤتمر يعالج في أول محاوره واقع الأمراض المعدية في فلسطين، وفي محوره الثاني يستعرض الدراسات الخاصة بها ومعدلات انتشارها في القطاع وسُبل القضاء عليها.
وبين أن وزارة الصحة، تعمل من أجل الحث على استمرار الجهود التي يمكنها الحد من ظهور أي أمراض معدية تسجل بمعدلات غير طبيعة، والسيطرة عليها في الوقت المناسب، موضحًا أنه لم تسجل أي أمراض في عام 2018 أثرت على واقع الصحة العامة في القطاع.
وأضاف ظهير أن وزارته سجلت تراجعًا ملحوظًا في عدد الوفيات بسبب الأمراض المعدية خلال العام المنصرم، بحيث تم الإبلاغ عن 156 حالة، بمعدل وفاة 9.2 ٪من الإجمالي وبمعدل وفيات 0.8/000,100 نسمة.
وأكد أن نسبة الإصابة انخفضت بشكل ملحوظ نتيجة برنامج الوقاية الذي تنفذه وزارة الصحة لجعل الأمراض المعدية أمرا لا يؤرق المواطن، وطمأنته من خلال تقرير يصدر عنها بشكل دوري.
ونوه ظهير إلى أن هناك تسليطا للأضواء على مرض الحصبة، بسبب إصابة عدد محدود من المواطنين به، حيث شرعت الجهات المختصة بجمع عدد من أخصائيي الأطفال، لزيادة الوعي عنه وطريقة الاكتشاف والتشخيص المبكر، وتم السيطرة عليه بشكل كامل.
من جانبه قال مدير عام الرعاية الأولية في وزارة الصحة د. مدحت عباس إن النظام المتبع والمعمول به في فلسطين قضى على أكثر من (12) مرضا وبائيا، مشيرًا إلى أن فلسطين تتمتع بمعدل التطعيمات الأعلى في العالم حيث بلغت (98%).
ودعا عباس في كلمته إلى ضرورة تعزيز آليات الابلاغ عن الأمراض المعدية، وفك الحصار عن القطاع والذي نتج عنه أزمة تلوث للمياه وتعطيل أنظمة الصرف الصحي ما يسهم في انتشار الأوبئة والأمراض.
بدورها بيّنت مديرة برنامج الصحة في وكالة الغوث ضرورة مواصلة الجهود الهادفة لضمان نجاعة ورصد الأمراض المعدية للحفاظ على استقرار الوضع الصحي في فلسطين ومنع حدوث أي وباء جديد.