فلسطين أون لاين

شباب رفح والأهلي والرياضي

كرة القدم منظومة كاملة ومتكاملة يصيبها الخلل إذا تعرض أي عنصر من عناصر المنظومة للخل، وبالتالي من واجب الجميع العمل على حماية كل عناصر المنظومة حتى تسير مركب الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص.

لقد تعرض فريق شباب رفح لكبوة كبيرة على الصعيد الفني.. وتعرض أيضاً فريق غزة الرياضي لنفس الكبوة الفنية.. وتعرض الأهلي لشيء مختلف عن كبوتي شباب رفح وغزة الرياضي، فكبوته مرتبطة بأزمة إدارية بدأت ومستمرة منذ 10 سنوات تقريباً.

لقد سلطنا الضوء على الأزمات الثلاث، فهب الجميع لمساندة الزعيم شباب رفح، والبعض أضاف إليه غزة الرياضي، وطالب البعض بضرورة مساندة الأهلي، ونقول لهم إن الأزمات الثلاث مختلفة اختلاف الليل والنهار.

لماذا نُساند الزعيم شباب رفح أكثر من غيره؟ هذا اتهام في غير مكانه من البعض، وإن كان اتهامًا غير مُعلب وغير مقصود، ولكنه في النهاية اتهام على الأقل بالانحياز.

نحن نتعامل مع كل القضايا على قدم المساواة من حيث الاهتمام لكون الأندية تعتبر قلاعًا حصينة للحالة الفلسطينية، وبالتالي الحفاظ عليها والدعوة لحمايتها أمر يُساعد ويُعزز قوة الجبهة الداخلية للشعب الفلسطيني.

اليوم وبما أن فريق شباب رفح هو الفريق الأكثر فوزاً بالألقاب المحلية على مستوى فلسطين، فهذا يعني أنه قاعدة قوية وشعار للبطولة والأبطال، وبالتالي هو قدوة للجميع، ولأن القدوة حالة إيجابية، فإن الحفاظ على القدوة أمر مهم وواجب من أجل خلق أجيال قادرة على رفع اسم فلسطين.

إن ما حدث ويحدث في شباب رفح، أمر حدث في أعظم الأندية في العالم وهو أمر فني ساعد في ارتفاع نسبة تأثيره السلبي، خروج خمسة من ألمع نجومه، وإصابة بعض اللاعبين وبالتالي تعرض القوام الأساسي لتشكيل الفريق للضرب وهو ما أضعف قدرته على تحقيق الانتصارات كما كان يحدث وكما اعتادت الجماهير عليه، فذهب الجهاز الفني للفريق ضحية لسوء النتائج.

كل ما سبق هو للتأكيد على أن ما يمر به شباب رفح هو أزمة فنية، وهو ما ينطبق تماماً على غزة الرياضي الذي تعرض لفقدان حالة الاستقرار في الأجهزة الفني خلال المواسم الخمسة الماضية، إلى جانب خروج واعتزال وإصابة عدد كبير من لاعبيه وأبرزهم عاصم أبو عاصي وطارق أبو غنيمة وأنس الحلو وأحمد طينة وباسل الأشقر وغيرهم، وبالتالي فإن الخروج من الأزمة يتطلب وضع استراتيجية لبناء فريق قادر على المنافسة وهو ما فعله الكابتن محمود المزين.

أما بالنسبة للأهلي، فالأمر مختلف تماماً، فالقضية (حركية) مرتبطة بعدم رغبة طرف من طرفي إدارة النادي بالتفاهم أو الانسجام، وهو ما أعاق وما زال يُعيق فرصة ظهور الأهلي بمستواه وقدراته التي يمتلكها فنياً، وبالتالي استعادة مكانته بين الكبار.

الأمور في النادي لا تعطي انطباعاً مريحاً، فقد تولى رئاسة النادي خلال السنوات الخمس الماضية، أربعة رؤساء، وتبدلت عليه بعض الوجوه الحزبية التي لم تكن لتضيف أمراً جيداً لمسيرة النادي الذي يأخذ طريقه للعودة إلى الدرجة الأولى.