"الانتخابات" مطلب وطني
محمد مصطفى شاهين
الانتخابات البرلمانية والرئاسية هي مطلب شعبي لدى كل الفلسطينيين وهو ما دعت إليه اتفاقيات المصالحة بين حركتي فتح وحماس، ومن هنا ينبغي إعادة برمجة أولويات معطيات الأزمات التي تعاني منها غزة والقضية الوطنية الفلسطينية وتحديد المحاور الأهم والتي يجب التعامل معها سريعا من خلال انتخابات شاملة تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني وتلبي احتياجاته في ظل الاحتلال والحصار، لقد عشنا في ظل الأزمات وتعلمنا دروساً لا يجب أن تمر مرور الكرام أو نغفل عنها في ظل ضخامة الأحداث التي تجري حولنا في الإقليم بل يجب علينا دراستها وفحصها وتحليلها للخروج بنتائج نستفيد منها ويستفيد منها غيرنا، فعند كل قرار يصدر هناك درس وعند كل مطالبة هناك درس والأزمة التي عاشها شعبنا في ظل الانقسام بحد ذاتها درس كبير، التغير السياسي من خلال صناديق الانتخابات يشكل فرصة كبيرة أمام الجميع لإثبات ذاتهم في كل المواقع وميادين العمل السياسي والوطني، إن إنجاح الانتخابات العامة البرلمانية والرئاسية والمضي قدمًا نحو حل جميع الأزمات العالقة هو ضرورة وطنية .
إن جهود ترميم العلاقات وتطويق الخلاف بين حركتي (فتح) و(حماس) لم يتوقف لدفع عجلة المصالحة قدما وهو ما ظهر جليا في مبادرة الفصائل الثمانية وينبغي على الجميع القيام بإجراءات إيجابية للدفع قدما في طريق انقاذ القضية الوطنية من حالة انعدام الأفق السياسي والمضي بالوحدة الوطنية من خلال صناديق الاقتراع ولنسمع كلمة الشعب وارادته.
على صعيد آخر فغزة أمامها مهام كبيرة يتوجب إنجازها على رأسها مساعدة أهالي الشهداء والجرحى، والأزمات الكبيرة التي تعصف به، هذا المشهد للقضية الوطنية الفلسطينية سيتغير للأفضل في فترة وجيرة إذا ما توفرت الأجواء الإيجابية الحاضنة والداعمة لهذا القرار الوطني بإجراء انتخابات شاملة وليس مجرد مناورة سياسية لذر الرماد في العيون.
لا يستطيع المواطن تجاوز كل العقبات والعراقيل التي تعكر عليه حياته وتحول دون أن يحيا حياة طبيعية في الوقت الذي تمر القضية الفلسطينية بمنعطف خطير ينبغي على جميع فصائل العمل الوطني الفلسطيني الدفع من أجل إعداد برنامج عمل وطني يوحدهم في مواجهة التحديات الجسيمة، ينبغي كسب قطاعات جديدة من المجتمع الدولي لجانب قضيتنا العادلة في ظل التغيرات الإقليمية والدولية التي تتصارع في المنطقة لتعميق مصالح قوى على حساب أخرى. إن المصالحة والشراكة والوحدة الوطنية هي سفينة النجاة التي ينبغي على الجميع التمسك بها، إذا تمكّن كل فصيل من دعم خيار الشعب، وتوافرت لديه رغبة صادقة وجادة في ذلك الوقت يمكننا الحديث عن نجاح انتخابات وطنية فلسطينية تنتج قيادات تحقيق الوحدة الوطنية خاصة وأننا نرى حجم الانشغال العالمي بالصراعات المحتدمة في عالمنا العربي.
نواجه في هذه المرحلة أخطارًا مصيرية في الصراع العربي الصهيوني على رأسها واستمرار التغوّل الصهيوني على الحقوق الوطنية الفلسطينية والاعتداءات المستمرة من الاحتلال على القدس والمقدسات واستمرار بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي، القضايا الجوهرية في صراعنا مع العدو ينبغي أن نواجهها موحدين ففلسطين تستحق منا أن نطوي هذه الصفحة وأن نمضي معا من أجل إعداد برنامج فلسطيني موحد يعيد طرح القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، ولتعرية وكشف الوجه القبيح للاستبداد والتعنت الصهيوني ضد أهلنا ومقدساتنا.
لا ينبغي أن نترك معاناة المواطنين تزداد يومًا بعد يوم، الانتخابات الشاملة هي مفتاح الحل إذا كنا موحدين فإننا نستطيع مواجهة الهيمنة الصهيونية بقرار وطني موحد وجامع للجميع. تتوافق آراء جميع الفصائل الفلسطينية مع أغلبية الشعب الفلسطيني بضرورة المشاركة بانتخابات عامة برلمانية ورئاسية عن الأرض الفلسطينية من أجل فلسطين ومن أجل قضيتنا .