(1-4)
الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختصة بعملية تجنيد العملاء، هي جهاز الموساد ويعمل في الفضاء الخارجي لـ(إسرائيل)، وجهاز الشاباك وفضاء عمله الأمن الداخلي لـ(إسرائيل).
أولًا: أساليب تجنيد العملاء
1) الإغراء بالمال: يتم ذلك من خلال اطّلاع جهاز الشاباك على الوضع الاقتصادي للفريسة التي يريد إسقاطها، وبطريقةٍ أو بأخرى يتم عرض راتب شهري على الشخص المحتاج، ففي حال كان ضعيف النفس يسقط في وحل العمالة، ويتم التواصل معه من خلال النقاط الميتة، والنقطة الميتة هي عبارة عن مكان ما قد يكون في شارع أو مدرسة أو حتى مسجد، ويتم وضع الأموال والتعليمات والأجهزة التكنولوجية التي يستخدمها العميل في مهامه، وللشاب جهاد قصة مع النقطة الميتة، حيث اتصل به الكولينيل موشي بعد أن وصلته معلومات بأن جهاد شاب ذكي وله تأثير قوي في محيطه الاجتماعي، وأنه يُعاني أزمة اقتصادية حادَّة حاله كحال باقي شباب فلسطين، وطلب موشيه من جهاد بناء صداقة بينهما، وعرض على جهاد مبلغ من المال (5,000 شيقل)، فرفض جهاد ذلك، ولكن موشيه كرّر الاتصال بجهاد وأعلمه أن المبلغ موجود تحت حجر بلوك بالأرض المجاورة لمنزله وأغلق سماعة الهاتف، فقام جهاد بالذهاب للمكان المذكور (النقطة الميّتة)، وفعلًا كان المبلغ موجودًا في المكان فأخذ جهاد المبلغ معتقدًا أنه خدع المخابرات الصهيونية، إلا أن اتصالًا وصله من موشيه بعد يوم من استلامه المبلغ المالي ليقول له أن طائرات الاستطلاع قد قامت بتصويره وأنهم بصدد إعداد برنامج تلفزيوني عن العملاء وكيفية تجنيدهم، وأن تلك الصور سيتم بثها على كل القنوات العبرية وبالتأكيد سيتم التعرف عليك من قبل الأمن الفلسطيني، وبذلك سيتم إعدامك، فما كان من جهاد إلا وأن وجد نفسه بعد سنوات غارقًا في وحل الخيانة والعمالة.
2) سياسة الابتزاز: تمارسها (إسرائيل) بشكل كبير، وتتم من خلال ابتزاز المرضى الذين يذهبون للعلاج داخل (إسرائيل)، وربما تشكل قصة الفتاة (س) التي رفضت مساومة الشاباك على إعادة بصرها مقابل أن تتعامل معهم دليلًا واضحًا على إجرام المحتل وحقده وعدم إنسانيته، كما تحاول (إسرائيل) استهداف بعض الأسرى من خلال ابتزازهم بالعمل مع الشاباك مقابل الإفراج عنهم، ويخضع بعض الصيادين في عرض البحر للابتزاز من قبل رجالات الشاباك، وتتم مساومتهم بالعمل معهم أو مصادرة مصدر رزقهم، واعتقالهم.
3) الجنس: ربما أصبح الجنس من الوسائل القديمة لدى جهاز الشاباك، ومع دخول العولمة، قام جهاز الشاباك بعولمة الجنس، واستخدم أدوات ووسائل جديدة للإسقاط من خلال الجنس، مستفيدًا من الانتشار الكبير لخدمات الإنترنت في فلسطين.
4) الإسقاط غير المباشر: ويتم هذا النوع من الإسقاط من خلال قيام جهاز الشاباك بتجنيد عملاء يعملون بأجهزة أمنية فلسطينية أو عربية، ومن خلالهم يتم تجنيد بعض الموظفين الصغار لرصد ومتابعة رجالات المقاومة، وتقدم تلك المعلومات على طبق من ذهب من قِبل هؤلاء الضباط للشاباك أو الموساد، والعميل غير المباشر يظن أنه يقوم بعمل وطني وأنه يقدم معلوماته لأجهزة أمن فلسطينية.
ثانيًا: تصنيف العملاء
ليس كل العملاء على درجة واحدة بالنسبة للشاباك، فهناك تصنيف يعمل به الشاباك على النحو الآتي:
1) العميل الكبير:
هو من أهم شرائح العملاء، وهو بمثابة الكنز الاستخباراتي للشاباك أو للموساد، وفي العادة يتبوأ هذا العميل مكانة كبيرة داخل المجتمع، وربما حادثة العميل عدنان ياسين المعروفة دليل على ذلك، حيث وصل عدنان للرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس، وتنصت على كل مراسلاته ومكالماته.
2) العميل الكامن:
وهو عميل قد يقدم له الشاباك راتبًا لسنوات دون تكليفه بمهمة واحدة، وبذلك يصعب اكتشافه، ويطلق عليه رجل المهام الخاصة والصعبة، أو عميل المهمة الواحدة.
3) العميل الصغير:
وهو العميل الذي يستخدم لعمليات الرصد والمتابعة وإبطال مفعول صواريخ المقاومة عبر قطع أسلاكها، وهو بالمناسبة لا تؤثر عملية ضبطه على جهاز الشاباك، فهو يستخدمه لمرحلة زمنية ولحدث معين.
4) العميل المؤسسة:
قد تلعب بعض المؤسسات دور العميل، من خلال تمويل مشاريع معينة تخدم في نتائجها المخابرات الإسرائيلية أو الأجنبية.
5) العميل غير المباشر:
تحت شعار بأنك قد تكون عميلًا وأنت لا تدري، تعمل بعض وحدات "الشاباك" على هذا المبدأ، من خلال متابعة ورصد شبكات التواصل الاجتماعي ومنتديات وملتقيات الحوار، وتصريحات المحللين السياسيين المقربين من دوائر صنع القرار، ويتم تحليل وتصنيف تلك المعلومات ومتابعتها والتحقق من مصداقيتها والاستفادة منها.
ومن المؤكد أن لدى المخابرات الإسرائيلية تصنيفات أخرى، قد يكشفها التاريخ واعترافات العملاء الذين يتم ضبطهم من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية.