خلال لقائه مع وزيرة الخارجية الاسترالية كشف رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو عن رغبته في ادخال قوات دولية الى قطاع غزة لحماية أمن (اسرائيل) ومحاربة (الارهاب) فيها على ان يحكم جيش الاحتلال الاسرائيلي سيطرته على الضفة الغربية كلها، وأشار مسؤول اسرائيلي إلى أن نتنياهو ووزيرة الخارجية الاسترالية اتفقا على انه لا يمكن السماح للفلسطينيين بالسيادة الكاملة في غزة لأنه لا يوجد ما يضمن أن هذه السيادة لن تستغل لمحاولة ابادة (اسرائيل).
بداية اود الاشارة الى ان بنيامين نتنياهو مارس التحريض ضد الفلسطينيين عامة وغزة بشكل خاصة بطريقة غبية جدا، حيث اظهر دولة الاحتلال على أنها دولة ضعيفة تخشى على نفسها من الابادة وكأن الكيان الغاصب مجموعة من الحشرات يمكن القضاء عليها بكل سهولة. دولة الاحتلال هي بالفعل دولة ضعيفة ولكن الخطر لن يأتيها من غزة، والابادة الحقيقية آتية لا محالة بمجرد أن تسترد الدول العربية سيادتها الحقيقية وان تكون سيدة قراراتها، فالذي يخشى من 2 مليون فلسطيني أعزل الا من بعض السلاح المتواضع للدفاع عن النفس عليه ان يخشى من وجوده غير الشرعي وغير الطبيعي في محيط عربي متقلب سيبتلعه في اية لحظة.
نتنياهو يريد السيطرة على قطاع غزة بقوات دولية وعلى الضفة الغربية بجيشه الارهابي، أي ليست هناك نية للسماح بقيام دولة فلسطينية حتى لو ان فكرة الدولة ما زالت تعشش في رؤوس ومخيلات الحالمين في السلام مع دولة الارهاب (اسرائيل) من أنصار اوسلو، وحديث نتنياهو عن افكاره الجديدة يؤكد انه القى باتفاقية اوسلو في سلة المهملات وقد يلقي بقادة منظمة التحرير خارج حدود فلسطين الا اذا اختاروا الذهاب الى قطاع غزة لاستئناف العمل المقاوم واسترداد ما اضاعوه بعملية التسوية البائسة او ما اسموه "سلام الشجعان".
بالنسبة لاستدعاء نتنياهو قوات دولية الى قطاع غزة فهذا ضرب من " التخريف" لأنه لا يوجد شبر في قطاع غزة صالح لإقامة نقطة عسكرية احتلالية، وكما انفجرت المستوطنات والمعسكرات من تحت اقدام اليهود اثناء وجودهم في غزة سينفجر أي جسم غريب يحط على تراب غزة وارضها، ولأن ارهاب المجتمع الدولي في الوطن العربي أفقد الاوروبيين امنهم في بلادهم لا اعتقد ان توافق أي دولة اجنبية على التضحية بأبنائها لحماية نتنياهو وعصاباته وخاصة أن المجتمع الغربي رغم حقده على الاسلام والمسلمين لا يرى أي مبرر لاحتلال (اسرائيل) للضفة الغربية وقطاع غزة ولا يرى أي مبرر لحصار شعب اعزل، فالمجتمع الغربي حاليا يسعى الى رفع الحصار عن قطاع غزة أملا منه أن تنعم المنطقة ببعض الهدوء بعكس الذي يفكر فيه نتنياهو، ودعونا مما تقوله وزيرة الخارجية الاسترالية او أي معتوه اخر يحاول ارضاء غرور نتنياهو، فالكلمة الاخيرة لنا نحن الفلسطينيين وللمقاومة في قطاع غزة وهذا ما سيجبر العالم على احترام خياراتنا وحقنا في تقرير مصيرنا.