فلسطين أون لاين

​الناشط "فليان".. ضحية "الباب الدوّار" بين السلطة والاحتلال

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

منذ انخراط الناشط بالكتلة الإسلامية باسل فليان في مجلس اتحاد الطلبة بجامعة بيرزيت وهو يتنقل بين سجون السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، فما إن يخرج من الأولى حتى تتلقفه الثانية، وهكذا دواليك.

ويقبع "فليان" حالياً منذ أسبوعين في سجن "عوفر" الإسرائيلي، بعد فترة وجيزة من خروجه من سجن "بيتونيا" التابع لجهاز الأمن الوقائي، إذ أمضى فيه 16 يوماً على خلفية سياسية.

يقول شقيقه شادي لصحيفة "فلسطين": "نخشى أن يُحوَّل للاعتقال الإداري، إذْ لم يوجه له الاحتلال أي تهم حتى اللحظة، وما من نقاط لهم عليه سوى نشاطه السابق في مجلس جامعة بير زيت، حيث اعتقل مسبقاً للسبب ذاته قبل عامين ونصف العام، وقضى ثمانية أشهر في السجون".

ويضيف أن باسل "لم يكد يخرج من سجن بيتونيا؛ إذ اتهمته السلطة بتلقي وجمع أموال غير مشروعة والتعامل مع جمعيات غير مشروعة والعمل كناشط نقابي في مجلس جامعة بير زيت، حتى اعتقله الاحتلال".

وأكد أن هذا لم يكن الاعتقال الأول لدى السلطة وللتهم ذاتها، موضحا أن الاعتقالات المستمرة لدى السلطة والاحتلال أخّرت باسل عن التخرج عاماً كاملاً وكادت أن تؤخره عاماً آخر عن حفل التخرج، إذْ أفرجت عنه السلطة قبل ساعة ونصف من بدء الحفل، حيث توجه مباشرة للجامعة و"لحقناه بروب التخرج ليلبسه ويتوجه مباشرة للمنصة".

وبين أن العائلة كانت تخشى ألا يتمكن باسل من الالتحاق بحفل التخرج، وهو ما عبر عن خشيته منه لدى زيارتهم له في سجن "بيتونيا"، لكنهم كانوا يواسونه بأن ما يجري ضريبة دفاعه عن الحق، فيجب أن يواجه الظلم الذي يتعرض له هو وعائلته بصلابة وإرادة قويتين.

الخوف من اعتقاله

وقال شادي: "للأسف هذا ما هو دارج في الضفة الغربية المحتلة، تخرج من سجون السلطة ليعتقلك الاحتلال، والعكس صحيح، كنا نخشى أن يعتقله الاحتلال مباشرة عبر وحدة خاصة في الطريق بين سجن "بيتونيا" والجامعة، فذهبنا به إليها حينئذ من طرق متعرجة".

وأضاف أنه بعد انتهاء الحفل "كنا نتوقع اعتقاله في أي لحظة، وبالفعل طوق جنود الاحتلال المنزل في الرابعة صباحاً وخلعوا بابه، ثم اعتقلوه"، مبيناً أن سياسة "الباب الدوار" بين السلطة والاحتلال أمر مزعج ومقلق وجارح لكل إنسان فلسطيني، حيث يتعرض لهذه السياسة عشرات النشطاء السياسيين بالضفة.

وأردف: "ما يؤلمك أكثر، أنه يمكنك الاطمئنان على ابنك في حال اعتقاله لدى الاحتلال بشكل أكثر سهولة من اعتقاله لدى السلطة، حيث يتعرض لمعاملة قاسية من ضرب وإهانة جسدية ونفسية وشبح".

وتابع: "للأسف بدلاً من أن تقوم الأجهزة الأمنية بالضفة بحمايتنا فهي مصدر خطر علينا وعلى أبنائنا كما يحدث مع باسل ومعي وشقيق آخر لنا، إذْ تعرضنا للاستجواب مراراً حول نشاط باسل".

ولفت إلى أن كثيرا من المعتقلين السياسيين يتأخرون عن التخرج من الجامعة، وأن آخرين تعاني زوجاتهم وأبناؤهم في غيابهم وغياب العدل، حيث إن القضاء عاجز عن إحقاق الحق في مثل تلك الحالات، في حين سيف أجهزة أمن السلطة أعلى منه، ففي إحدى المرات "وعدنا القاضي بالإفراج عن باسل، لكنه لم يستطع، واضطر للتوقيع على التمديد لمدة 15 يوماً بناء على رغبة الأجهزة الأمنية".