لم يغفل أهالي أسرى قطاع غزة عن مساندة الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام؛ تأكيدًا على مطلبهم إنهاء سياسة اعتقالهم الإداري التعسفي، المخالف لكل الأعراف والمواثيق الدولية.
ورفع عدد من أهالي أسرى القطاع ومتضامنين معهم صورًا للمضربين عن الطعام، ولافتات كتب عليها: "الأسرى في خطر"، و"لا للاعتقال الإداري"، و"أين أنتم من معاناة أسرانا؟!"، و"كل الدعم والإسناد للمضرب عن الطعام".
ويواصل ستة أسرى منهم أسيرة إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رفضًا للاعتقال الإداري.
جرائم إسرائيلية
وتأمل والدة الأسير أحمد الشنا المعتقل في سجن "نفحة" أن تنتهي معاناة المضربين عن الطعام، بوضع حد لتغول الاحتلال الإسرائيلي على حقوقهم.
وتبين الشنا لصحيفة "فلسطين" أنها تتابع باستمرار أخبار المضربين عن الطعام، وتشارك في مختلف الفعاليات المساندة لهم، لإرسال رسالة إلى العالم والاحتلال أنْ "لن نترك أسرانا وسنواصل مساعينا حتى الاستجابة لمطالبهم".
ولا يختلف الحال كثيرًا لدى والدة الأسير ناهض حميد، الذي يقضي حكمًا بالسجن مدة عشرين عامًا، إذ أخذت تهتف: "يا أسرانا يا أبطال أنتم شعلة النضال"، داعية كل أبناء الشعب الفلسطيني للوقوف إلى جانب الأسرى -خاصة المضربين عن الطعام- لإنهاء معاناتهم.
وأكدت حميد في حديث لصحيفة "فلسطين" أن أوضاع المضربين الصحية خطرة، داعية كل المؤسسات الحقوقية الدولية إلى الإسراع في التدخل لإنقاذ حياتهم، والعمل على وقف سياسة الاعتقال الإداري.
وعلى مقربة من الشنا، وحميد، جلست سميرة أحمد والدة الأسير رائد الحج أحمد، الممنوعة من زيارته منذ ثلاثة أعوام ونصف العام بحجة "المنع الأمني"، مبدية تضامنها الكامل مع المضربين.
ودعت الحج أحمد كل أبناء الشعب الفلسطيني للوقوف إلى جانب المضربين عن الطعام، وتنظيم الوقفات والاحتجاجات في مختلف الأراضي الفلسطينية، لحمايتهم، ووقف تغول إدارة سجون الاحتلال عليهم.
وطالبت الصليب الأحمر وكل المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية لأن تأخذ دورها في فضح الجرائم التي تمارسها إدارة السجون بحق الأسرى، والعمل على إنهاء معاناتهم، ووقف اعتقالهم الإداري.
اعتقال إداري
وفي سياق منفصل، نظمت وزارة الأسرى والمحررين فعالية للتضامن مع الأسرى والمضربين عن الطعام، لاسيما الأسير سامر عربيد الذي يعاني وضعًا صحيًّا حرجًا.
وأوضح مدير العلاقات العامة في وزارة الأسرى والمحررين نبيل حجاج، من أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بمدينة غزة أمس، أن ستة أسرى يواصلون الإضراب، أقدمهم الأسير أحمد غنام المضرب منذ (86) يومًا، وإسماعيل علي منذ (76) يومًا، وطارق قعدان منذ (70) يومًا، ومصعب الهندي المضرب لليوم الـ15على التوالي، وأحمد زهران المضرب لليوم العاشر، والأسيرة الأردنية هبة اللبدي المضربة منذ 15 يومًا على التوالي".
وحمل حجاج المجتمع الدولي المسؤولية عما يلقاه المضربون عن الطعام لسكوته عن الجرائم الممارسة بحق الأسرى، مطالبًا المؤسسات الحقوقية والدولية بفضح سياسة القمع الإسرائيلية، محذرًا من تدهور الأوضاع الصحية للمضربين عن الطعام.
ودعا يحيى النونو، في كلمة وزارة الأوقاف، أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن وجوده للعمل على إطلاق سراح الأسرى، وإنهاء الجرائم الممارسة بحقهم خلف القضبان.
وأكد النونو أن إدارة سجون الاحتلال تمارس جرائم مستمرة ومتعددة بحق الأسرى، خاصة المضربين عن الطعام، في محاولة لإنهاء إضرابهم دون أن يحقق شيئًا، داعيًا الكل الفلسطيني لمساندتهم وإنهاء معاناتهم.
ويقبع قرابة (5700) أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، منهم (500) معتقل تحت أمر الاعتقال الإداري، دون تهمة أو محاكمة، مدة غير محددة من الزمان.