فلسطين أون لاين

​دعوة عباس لانتخابات عامة.. دعوات غامضة ومحاولات مكرورة!

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

أعادت دعوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى إجراء انتخابات عامة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة للأذهان دعواته السابقة التي لم تنفذ، وهي ما عدها محللان أنها "لن تكون الأخيرة".

واستبعد المحللان في حديثين منفصلين لصحيفة "فلسطين"، نجاح دعوة رئيس السلطة لعقد الانتخابات "المهمة جدا، التي يجب أن تحظى بموافقة كل الفلسطينيين، وتشكل مخرجا لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية".

وكان عباس قد قال في مستهل اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الذي عقد بمقر الرئاسة بمدينة رام الله الخميس الماضي: إن "موعد إجراء الانتخابات العامة تأخر كثيرًا، بعد محاولتنا ذلك كثيرًا، لكن للأسف الشديد لم ننجح، لكننا سنبقى نحاول إلى أن ننجح".

واستبق عباس ذلك، بالتصريح خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة الرابعة والسبعين، في 26 سبتمبر/ أيلول المنصرم، أنه سيدعو إلى انتخابات عامة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة لدى عودته إلى رام الله، وسريعًا أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس استعدادها للانتخابات العامة الشاملة، الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني.

ولم يحدد عباس ما إذا كانت دعوته تشمل الانتخابات التشريعية والرئاسية، ليصفها مراقبون بأنها "دعوة غامضة وغير واضحة".

تهيئة المناخات

واستبعد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، عقد الانتخابات العامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة قريبا، قائلا: إن دعوة عباس لعقد انتخابات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فأكثر من مرة أكدت لجنة الانتخابات المركزية جهوزيتها لإجراء الانتخابات العامة (رئاسية وتشريعية ومحلية) ولكن دون جدوى.

وأضاف عوكل أن دعوة عباس تقليدية ومكرورة وغير واضحة، مستبعدًا نجاحها؛ لعدم تهيئة المناخات المناسبة لها، ولعدم وجود توافق وطني على إجرائها دون تحقيق المصالحة الوطنية، ولعدم ممارسة المجلس التشريعي صلاحياته والقيام بمهامه ومسؤولياته.

وعد أن الدعوة لإجراء الانتخابات تأتي من باب الحرج من الاحتلال الإسرائيلي الذي أجرى انتخابات ثلاث مرات، والوضع الفلسطيني على حاله، منبها في الوقت ذاته إلى أن الاحتلال لن يسمح بإجراء انتخابات فلسطينية في حال تم التوافق على إجرائها، وسيواصل العمل لإبقاء حالة الانقسام مستمرة لأنه المستفيد منها.

ضمانات دولية

بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي د. أحمد عوض، أن الدعوة لعقد انتخابات في الأراضي الفلسطينية ليس بالمسألة السهلة بل تحتاج إلى موافقة محلية وإقليمية لضمان نجاحها.

وقال عوض إن الدعوة لعقد الانتخابات مهمة جدًا ويجب أن تحظى بموافقة كل الفلسطينيين، وبحاجة إلى تمويل وتغطية وتذليل العقبات أمامها، عادًا أنها مخرج حضاري مهم لكنه بحاجة إلى استعدادات لتنفيذها.

وأشار إلى أن توقيت الدعوة جاء بعد أن أدرك عباس أن الطريق سد في وجهه من جميع الجهات، وبسبب الانتقادات التي وجهت له حول الشرعيات، ولمحاولة وضع طريقة للخروج من الانقسام، ولعدم عقد الانتخابات طوال السنوات الماضية.

وعن تشكيل عباس لجنة من اللجنة المركزية لحركة "فتح" لبحث ومتابعة إجراء الانتخابات العامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال عوض: إن اللجان المشكلة لم تباشر عملها على أرض الواقع، وهي بانتظار إعلان لجنة الانتخابات المركزية بإجراء الانتخابات كي تباشر عملها.

وكانت لجنة الانتخابات المركزية، أكدت في وقت سابق، جاهزيتها التامة لإجراء الانتخابات العامة.