فلسطين أون لاين

​للأذان شروط وأحكام شرعية

...
صورة أرشيفية
غزة/ مريم الشوبكي:

المؤذن مهمته في المسجد الإعلام بوقت الصلاة، صوته الندي يجعل قلوب السامعين ترق ويجذبهم لصلاة الجماعة، ولكن كم من مؤذن صوته مزعج لا يطبق أحكام التلاوة في ذكر الأذان، وأحيانًا توكل المهمة لشباب صغار ينفر السامع من لحنهم الجلي ويذهب معه هيبة الأذان ووقاره.

قال رئيس رابطة علماء فلسطين في رفح عدنان حسان: " المساجد بيوت الله وهي الأماكن التي شرع بها الله لأمة الإسلام فيها التعبد، وعليه يجب حسن اختيار العاملين والقائمين عليها، ومنها الإمامة والأذان، وخدمة المساجد".

وبين حسان لـ"فلسطين" أن الأذان هو الإعلام بأن وقت الصلاة المفروض قد وصل، ويكون بذكر مخصوص، والأمر الثاني الإقامة وهي أيضا الإعلام بإقامة الصلاة بذكر مخصوص، عن مالك بن الحُوَيرث رضي الله عنه قال: قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: (وإذا حضرتِ الصلاةُ فليُؤذِّن لكم أحدُكم).

لذا فإن على القائمين على الأذان أن تتوفر فيهم شروط، ذكر حسان أن أولها المعرفة بدخول الوقت بأن كل صلاة لها وقت محدود وجعل له حد بداية ونهاية كما حددها الرسول صلى الله عليه وسلم، ورفع الصوت بالأذان لكي يسمعه الناس ليأتوا لأداء فريضة الصلاة.

وأوضح أن رفع الأذان فرض كفاية على الرجال الأحرار أي إذا قام به أحد المسلمين او جماعة منهم فهو يسقط عن البقية، لذا قال العلماء إن الأذان مشروع في المسجد وفي أي مكان يتواجد فيه الإنسان.

ولفت حسان إلى أن المؤذن ينبغي أن يرفع وجهه إلى الأعلى عند الأذان، واستقبال القبلة، والالتفات يمينا عند قوله حي على الصلاة، ويسارا عند قوله حي على الفلاح، وينبغي الاسترسال أي التمعن وألا يكون سريعا في ذكر ألفاظ الأذان وأن يعطيها حقها في أحكامها الشرعية.

وأشار إلى أن المؤذن مؤتمن، لقوله صلى الله عليه وسلم : (الْإِمَامُ ضَامِنٌ ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ ، اللَّهُمَّ أَرْشِدْ الْأَئِمَّةَ ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ)، أي أنه مؤتمن على الصلاة كما عبادة الصيام أيضا، وأشار حسان إلى أن من الشروط الواجب توافرها في المؤذن أن يكون مسلما، ثانيا العدالة بأن يكون صادقا مشهورا بالصدق لا الظلم ونحو ذلك، وأن يكون أمينا، ويسن أن تكون لديه النية للأذان، سلامة النطق فلا يصح الألدغ أو ثقيل اللسان حتى يكون الكلام واضحا صحيحا، وكذلك يسن أن يكون صوته قويا، أن يكون صاحب صوت جميل ندي بحيث اذا سمعه الناس انشرحت صدورهم.

وذكر حديث عبد الله بن زيد ابن عبد ربه - رضي الله عنه - قال : لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس يعمل ; ليضرب به للناس لجمع الصلاة ، طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده ، فقلت : يا عبد الله ! أتبيع الناقوس ؟ قال : وما تصنع به ؟ قلت : ندعو به إلى الصلاة . قال : أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك ؟ فقلت له : بلى . قال : فقال : تقول : الله أكبر ، إلى آخره ، وكذا الإقامة فلما أصبحت ، أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته بما رأيت . فقال : ( إنها لرؤيا حق إن شاء الله ، فقم مع بلال ، فألق عليه ما رأيت فليؤذن به ، فإنه أندى صوتا منك ).

ولفت حسان إلى أن العلماء اختلفوا أن يكون المؤذن رجلا والأذان ليس واجبا على المرأة، بعضهم ذهب أن الأذان واجب على الرجال فقط، والمرأة ليس واجبًا عليها أن تصلي في المسجد فكيف الاتيان بها للأذان، وجمهور ذهب أنه يجوز للمرأة أن تؤذن حتى في بيتها، ويتطلب الأمر أن يكونا على طهارة من الحدث الأكبر والأصغر.