فلسطين أون لاين

​الفلسطينيون متجذرون في أرضهم متمسكون بحقوقهم

الأوضاع الصعبة التي يعيش فيها شعبنا الفلسطيني، نتيجة الاحتلال والحصار والاستمرار في بناء المستوطنات على أراضي المواطنين الفلسطينيين، وما يعنيه ذلك من خرق للقوانين الإنسانية ومخالفة للقانون الدولي؛ تجعله متمسكًا بخيار مقاومة الاحتلال، مع تناقضات بالغة الأهمية بين قرارات الأمم المتحدة التي تنص على الحقوق الفلسطينية وفق القانون الدولي وتطبيقها على أرض الواقع، ولن نبتعد عن الحقيقة لو قلنا إن المجتمع الدولي منحاز إلى دولة الاحتلال الصهيوني على حساب الحق الفلسطيني.

نجد الدول الغربية تتحدث بكلمات منغومة ورنانة عن حق الشعب الفلسطيني، ولكن هذه الكلمات لا تجد لها تطبيقًا عمليًّا على أرض الواقع، فنجد عدم تطبيق قرارات الشرعية الدولية، ومنها القرار 194/1948 الذي دعا لعودة الفلسطينيين اللاجئين إلى بيوتهم.

فنرى أن الاحتلال يوظف القانون الدولي لخدمة مصالحه فقط، وعندما تتعارض نصوص القانون وأهواءه يوظف أنصاره لخدمته وإيقاف العمل بالقوانين التي تتعارض مع ذلك، يمكننا القول إن مجلس الأمن لا يزال يصدر قانون الأقوياء، ويستخدمونه أداة لعقاب من يرونه يعارض مصالحهم بحسب أهوائهم ومصالحهم، والضعيف هو الضحية.

إن عقد الآمال على أن القانون الدولي هو من سيعيد حقنا المسلوب هو جهد أكبر من نتيجة وأضيع للوقت؛ فدولة الاحتلال تتجاوز القانون الدولي كل يوم، وترتكب جرائم وانتهاكات بحق شعبنا الفلسطيني بقتل الأطفال والشيوخ، ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، واستمرار اعتقال الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال، في ظروف لا إنسانية ومخالفة لكل حقوق الإنسان، ولذلك أدرك شعبنا مبكرًا أن المقاومة أشكالها كلها هي السبيل إلى استعادة الحقوق الفلسطينية التي استولى عليها الاحتلال الصهيوني.

فلقد تطورت المقاومة الفلسطينية، وأصبحت متجذرة، ومتصلة اتصالًا عميقًا بالمجتمع الفلسطيني مختلف أطيافه الوطنية، وفي الوقت نفسه طورت المقاومة إستراتيجياتها وتكتيكاتها وتسليحها بالتزامن مع عقيدة قتالية راسخة وقوية؛ فاستحدثت وسائل قتالية جديدة، وفتحت ميادين حديثة لمواجهة الاحتلال أبدعت بها، وأظهرت كفاءة عالية في إدارة الصراع ضد مصالح دولة الاحتلال الصهيوني، ما انعكس على أداء المنظومة الأمنية الصهيونية، وزاد حالة اليأس لدى الصهاينة، وأحدث هجرة عكسية من دولة الاحتلال إلى الدول الغربية التي جاءوا منها.

الاحتلال يعيش في حالة من اليأس بسبب تصدع هيبة الدولة تحت تأثير عمليات المقاومة التي أصبحت اليوم أكثر تأثيرًا مع تحقيقها نجاحات عديدة، أثبتت خلالها أنها على قدر عال من القوة والثبات والإيمان بقضيتها العادلة.