فلسطين أون لاين

​زراعة الأرصفة.. فوائد بيئية وجمالية للإنسان

...
غزة/ صفاء عاشور

نظرًا إلى الاكتظاظ السكاني الكبير في أنحاء العالم، خاصة بالمدن؛ اتجه محبو الزراعة إلى ممارسة هوايتهم بالزراعة في أماكن عديدة، بعد أن تقلصت مساحات الأراضي الزراعية، خاصة في المدن الحديثة.

وكانت الأرصفة من أبرز الأماكن التي توجه إليها هؤلاء لزراعتها، حيث يتحقق من وراء هذا الأمر العديد من الفوائد من الناحية البيئية والجمالية، لكن هذا النوع من الزراعة يحتاج إلى معرفة بأساسيات الزراعة في تلك المناطق.

المهندس الزراعي عبد الله حسين قال: "إن زراعة الأرصفة في الطرق لها فوائد عديدة، منها فوائد عائدة على البيئة، حيث تقلل الأشجار من درجة حرارة الهواء، وذلك بحجب أشعة الشمس، ويمكن أن تكون الأشجار مكيفًا طبيعيًّا للهواء الجوي".

وأضاف في حديث لـ"فلسطين": "هذا النوع من الزراعة يعمل على تقليل الحرارة، عندما تغطي الأشجار المناطق السطحية الصلبة، مثل: الممرات، والساحات، والأبنية والأرصفة، والأشجار الدائمة الخضرة تقلل من سرعة الرياح وتمنع حدوث الضوضاء وتقلل من التوهج".

وبين حسين أن هذا النوع من الزراعة يساعد على تسوية الغبار، وحبوب اللقاح، والدخان الموجود في الهواء، إضافة إلى أنها تشكل نظامًا بيئيًّا متكاملًا، حيث تُعد الأشجار موائل وطعامًا للطيور وغيرها من الحيوانات.

وذكر أن من أهم فوائد زراعة الأرصفة امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الضارة من الهواء، مثل: ثاني أكسيد الكبريت، وأول أكسيد الكربون، وإطلاق الأشجار غاز الأكسجين.

"ولا تتوقف فائدة زراعة الأشجار في الأرصفة على البيئة فحسب، بل تمتد إلى فوائد بشرية، منها: بعث الروائح العطرية والزكية للبشر، وجذب الطيور والحيوانات الأخرى التي تصدر أصواتًا موسيقية جميلة، ومنح الإنسان شعورًا بالهدوء، والراحة، والسكينة، وفقًا لقول حسين.

وتابع قوله: "وتساعد الأشجار في المستشفيات على سرعة شفاء المرضى، وتحمل الأشجار الأزهار بألوانها المتعددة، والفواكه بأشكال وأحجام مختلفة، وتخلق جوًّا من الخصوصية، والأمان، والوحدة والرفاهية".

وأوضح حسين أن الأشجار تمثل إرثًا حيًّا للأجيال، وهي بذلك تربط الأجيال القديمة بالأجيال الحديثة، وأيضًا تُساعد على توجيه حركة المشاة، وتوفير بيئة ذات مناظر جمالية.

وفيما يخص طريقة زراعتها بين أنه عند زراعة الأشجار في الأرصفة يجب اتباع عدد من الخطوات المهمة، ومنها: إعداد حفرة لزراعة الشجرة، بحجم يزيد على كرة الجذور بثلاثة أضعاف حجمها الأصلي، وغرس الشجرة في حفرة أعمق مما كانت عليه قبل الزراعة في التربة.

وأكد ضرورة تثبيت الشجرة بشكلٍ صحيح في التربة، فعلى سبيل المثال إذا كان موقع الزراعة في مكان معرض للرياح، فمن الأفضل وضعها بصورة مواجهة لهذه الرياح، لافتًا إلى أهمية تقليم الأشجار الجديدة باعتدال، بإزالة الأغصان المكسورة، أو المتقاطعة، أو التي تنمو في جانب ضيق من جذع الشجرة.

ونبَّه حسين إلى أهمية تسميد التربة، وعدم الإفراط في وضع السماد، وري الأشجار بالماء، فهو أساس الحـــــــياة، ولا يمكن للأشجار الاستغناء عنه، خصوصًا في الصيف.

وشدد على أهمية اختيار الوقت المناسب للزراعة، فتختلف الزراعة من شجرة إلى أخرى، وأهمية إزالة الأجزاء المكسورة أو الملتوية عن الأشجار، وضرورة زراعة الأشجار ذات الجذور العارية من الأوراق مباشرة بعد شرائها.

ولفت حسين إلى وجوب حماية الأشجار في بداية زراعتها من حرارة الشمس والرياح القوية الحارة، والسقي في فصل الصيف في بداية النهار أو في آخره كل يوم مرة، مع تثبيت الأشجار المشتولة حديثًا بعمود خشب، لحماية جذورها من الاهتزاز والتحرك من مكانها بعد الزراعة، إلى أن تستقر جذورها في الأرض.