قال النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح، جمال الطيراوي: إن سجن أريحا بات مسلخًا بشريًا تنفذه الأجهزة الأمنية التابعة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بحق كل معارضيها أو منتقديها.

وأضاف الطيراوي في تصريحات خاصة لصحيفة "فلسطين"، أن سجن أريحا مشابه إلى حد قريب جدًا بسجن "أبو غريب" في العراق، سيما وأنه يضج بالعشرات من المظلومين الذين يعذبوا بعيدًا عن سُلطة القانون، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن "ما يجري في سجن أريحا وفقا للشهادات الموثقة حقوقيًا بحق المعتقلين "جرائم يندى لها الجبين"، لافتا إلى أن كل المحاولات والتدخلات الحقوقية لوقف هذا المسلخ عن جرائمه باءت بالفشل.

وشدد الطيراوي على أن الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن الوقائي يتحملون المسؤولية المباشرة عما يجري في سجن أريحا، مؤكدًا أن قيادة هذه الأجهزة تعمل على ممارسة القمع والاضطهاد ضد أبناء حركة فتح.

ولفت إلى أن أكثر من 250 معتقلًا من أبناء حركة فتح في الضفة الغربية اعتقلوا في سجن أريحا خلال فترة العشرة شهور الماضية، وأن كل واحد منهم في أحسن أحواله لا يفرج عنه إلا بعد قضائه 5 شهور.

ونبه الطيراوي إلى أن الأيام الأخيرة جرى اعتقال نحو 10 معتقلين من الكوادر الشابة لحركة فتح، على خلفية سياسية بحتة، تتعلق في المشاركة بمؤتمر القاهرة للشباب الذي نظمه النائب في المجلس التشريعي محمد دحلان.

وأفاد بأن المعتقلين يلقون في سجن أريحا أصنافا من التعذيب لا يمكن أن يتصورها أحد، والتي منها الشبح، والتعليق، والضرب على المناطق الحساسة في جسم المعتقل، والعزل طول فترة التحقيق في غرف تحت الأرض.

وعبر الطيراوي عن أسفه لأن تصل الحالة الفلسطينية إلى ما هو عليه في سجن أريحا، مبينا أن معتقلي سجن أريحا ليسوا سجناء جنائيين كما يدعي البعض، وأن جزءً كبيرًا منهم معتقلون رأي انتقدوا في كلمات لهم الأداء الأمني السيئ للسلطة وحكومتها.

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية لم تكتفِ بمن لديها من معتقلين تمارس ضدهم أبشع صنوف التعذيب في سجن أريحا بل إنها تطارد 25 شخصية من كوارد فتح من القيادات الوازنة وأعضاء المجلس الثوري السابقين تحت حجج وذرائع واهية.

وذكر أن هذه الملاحقة والممارسة السلطوية تمارس في وقت الشعب الفلسطيني فيه أحوج ما يكون للوحدة، ووجود رد فلسطيني موحد على تغول الاحتلال وتصريحات قادته بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان العنصرية والرافضة علنا لإعطاء الفلسطينيين أيا من حقوقهم المسلوبة.

ودعا الطيراوي الكل الفلسطيني للخروج من حالة الصمت عما يجري في سجن أريحا، ووقف هذه الجريمة المرتكبة بحق الفلسطينيين، وقول كلمة حق في وجه الأجهزة الأمنية "الظالمة"، دون خوف أو خشية من أحد، كما قال.