أكد رئيس مركز الزيتونة للدراسات الفلسطينية، د.محسن صالح، أن مؤتمر فلسطينيي الخارج والذي اختتمت أعماله في مدينة إسطنبول التركية أمس، من شأنه أن يؤسس في المستقبل القريب لسد فراغ منظمة التحرير الفلسطينية.
وقال صالح في حديث خاص مع صحيفة "فلسطين": إن المؤتمر وتوصياته هو انعكاس واضح لمطالب جماهيرية فلسطينية عريضة، والتي أبرزها سد فراغ منظمة التحرير، وغياب دورها المنوط بها تجاه الفلسطينيين في دول الخارج.
وشدد على أن المؤتمر حقق نجاحًا كبيرًا بما أفرزه وأوصى به من نقاط جوهرية، عوضًا عن تشكيلته ومن حضره من الشخصيات والتي ضمت بين جنباتها نحو 5 الاف مشارك من 50 بلدا من بلدان العالم المختلفة.
ونبه صالح إلى أن المؤتمر لم يكن حالة احتفالية، كما أشار البعض، حيث من شأنه أن يؤسس لبنية عملية حقيقية لفلسطينيي الخارج، لتفعيل دورهم بالعمل وليس بالقول، مشيرا إلى إطلاق شرارة عمل 14 لجنة متخصصة ستبدأ أعمالها خلال الأيام القادمة، تشمل هيئة عامة تضم 250 شخصية، إلى جانب 30 شخصية كأمانة عامة تتولى المتابعة الإدارية لتنفيذ عملي لتوصيات المؤتمر.
وأكد أن المؤتمر غلف بحضور شخصيات ذات روح عملية، وذات طاقات وخبرات مبدعة، وأن كافة المؤشرات تلفت إلى أن المؤتمر سيصل في نهاية المطاف لتحقيق أهدافه ورسالته التي انطلق من أجلها.
وبين صالح أن المؤتمر جاء على أعتاب فشل واضح لمنظمة التحرير، وترهل الأخيرة في القيام بمسؤولياتها، عوضا عن تآكل مؤسساتها وتهاويها، وعيشها على "جهاز الانعاش ويتم إحياؤها من أجل إعادة النبض في مسار التسوية".
ونفى صالح اتهامات البعض بأن المؤتمر حزبي، مشيرا إلى أن هذا الاتهام تدحضه مشاركة تيارات متنوعة وأعداد هائلة من المستقلين، وأصحاب الخبرة والقيادات السابقة في منظمة التحرير والمجلس الوطني.
وقال: إن "الكل مجمع على عدم ترك الفلسطينيين في الخارج تحت سقف إطار منظمة وهي بهذه الحالة من الضعف، وأنه ليس من حق أحد أن يحتكر القرار الفلسطيني ويعطي الشهادة الوطنية لمن يشاء".
وأضاف "إن من لا يستطيع العمل خادما للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في الخارج والداخل فليتنحّ جانبا ويفسح المجال للآخرين أن يعملوا"، مشددا على أن مهاجمة البعض للمؤتمر أعطت بصورة أو أخرى شهادة تقدير للمؤتمر، سيما وأنهم معروفون جيدا للشعب الفلسطيني بدورهم السلبي، ودورهم في مسار أوسلو وانتفاعهم به.