فلسطين أون لاين

انتصار الأسرى وفتح البوابات

ما الرابط ما بين نجاح الأسرى في إضرابهم عن الطعام وتلبية مطالبهم برفع أجهزة التشويش المسرطنة، وفتح الاحتلال لبعض البوابات التي توصل للداخل المحتل؟

الأسرى هم جوعى للوطن ويضحون بشبابهم من أجل حرية الوطن وإن بدا للبعض أن الزمن قد يطول، ولكنه أقرب مما يتصورون بكثير، وفتح البوابات هو ضمن معركة الأرض والوعي المتواصلة مع الاحتلال دون توقف حتى كنسه.

في قضية الأسرى وانتصارهم الكل أشاد، وهي معركة لا تتوقف حتى حريتهم وحرية وطنهم، لكن معركة البوابات لا تتوقف مع الاحتلال ما دام موجودًا، ومن يظن أن بوابات تفتح هكذا دون هدف أو عدة أهداف فهو مخطئ.

ما هو انعكاس نجاح الأسرى في معركتهم؟ فهذا الإنجاز الذي حققه الأسرى في معركتهم الأخيرة، وإن بدا في أعين البعض صغيرا، هو تجسيد عملي لقدرة شعبنا الفلسطيني على قهر المحتل وهزيمته، من خلال الدخول في ثغرات ونقاط ضعف الاحتلال.

يهدف الاحتلال من خلال فتح البوابات جس نبض الفلسطينيين، وهو لن يفتحها لزمن طويل لسبب واحد هو الهاجس الأمني فهو يشكل هوس متواصل للاحتلال، وما جرى هو خطوة لمعرفة تداعيات وتوقع انعاكسات مثل هذه الخطوة على الأمن أولًا وعلى الاقتصاد ثانيًا.

سواء جرى فعل طبيعي أو ردات فعل على المستوى الأمني أو غيره فإن فتح البوابات يكون في حالة واحدة فقط، وهي خروج الاحتلال.

ضم الضفة أو تحسين اقتصادي وتنفيس لغضب الناس، أو إفشال خطوات متوقعة من الضفة، أو أهداف خفية كلها متوقعة من احتلال، وهو يفتح متى شاء ويغلق متى شاء بفعل امتلاكه للقوة التي تحدد ما تريد، ولوقت وحين.

الأسرى في سجون الاحتلال لن تتوقف معركتهم، ويتفق "غانتس" مع "نتنياهو" على التضييق عليهم، وفتح البوابات أيضًا يتفقان على ضم الضفة الغربية لكن دون سكان، وفتح البوابات هو مجرد تكتيك لهدف واضح، لأن المشكلة الديموغرافية تؤرقه، ولا يريدها الاحتلال.

سنة التدافع والحراك وتحدي الاحتلال والانتفاض ضده ومقاومته لن تتوقف، ما دام الاحتلال موجودًا، لكن يبقى الاستعداد وإعداد الخطط الذكية ضمن المعطيات الحالية واستثمار طاقات الشعب الثورية بشكل جيد، منوط بقدرة القيادات على اتخاذ القرارات المصيرية بشكل يقود السفينة لبر الأمان.

الاحتلال إلى زوال، هذا صحيح، لكن التوقيت هو في غاية الأهمية، واقتناص الفرص بمعرفة معادلات وتناقضات الاحتلال بشكل دقيق واستثمارها لصالح المقاومة هو أمر لا يتقنه أي قائد إن لم يكن مخلصًا، قويًّا بالله.