فلسطين أون لاين

​"طالعات".. حراك لوقف العنف ضد الفلسطينيات في كل أماكن وجودهن

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

قالت الناشطة السياسية والنسوية في فلسطين المحتلة عام 1948، سهير أسعد: إن ارتفاع حالات قتل النساء الفلسطينيات في عام 2019، وراء إطلاق حراك "طالعات" الهادف لمحاربة العنف ضد النساء.

وأفادت بأن العام الجاري شهد مقتل 28 امرأة فلسطينية في كل فلسطين التاريخية، و35 امرأة خلال العام الماضي.

وقالت أسعد في مقابلة مع صحيفة "فلسطين": "قررنا البدء بالحملة كرسالة مركزية لأجل النساء اللاتي قُتلن ولوقف القتل وكل أشكال العنف الذي غالبية النساء بشكل يومي على اختلاف أنواعه: الجسدي والنفسي والجنسي والاقتصادي وغيرها".

ولدى إشارتها إلى أن الحراك انطلق عقب قضية الفتاة "إسراء غريب" التي تورطت فيها مؤسسات رسمية فلسطينية طبية وقانونية وشرطية بالضفة الغربية، إلا أن الحراك يحمل رسالة كل فلسطيني وفلسطينية رافض لظاهرة العنف ضد النساء بشكل عام.

وبينت أسعد وجود تقصير كبير من المؤسسات الرسمية في قضية "غريب" حيث لم تمنع المستشفى التي كانت في رعايتها الجريمة ولم تتدخل الشرطة الموجودة في المكان للغرض ذاته، وبعد وقوع الجريمة تواصل التقصير في تقرير الطب العدلي ولوائح اتهام النيابة العامة التي سجلتها كقضية "قتل غير متعمد".

ولفتت إلى أن قضية "غريب" واحدة من حالات كثيرة سُجلت كانتحار، فلم نعرف أسماء الضحايا، قائلة: "هدفنا ليس منع القتل فقط بل الضغط لإقرار قانون يكفل حماية الأسرة في المناطق الخاضعة لـ"السلطة" أو في دولة الاحتلال التي لا تهتم لأوضاع فلسطينيي الداخل.

وأوضحت أسعد أن الطريقة الوحيدة لحماية النساء هي الضغط الشعبي الذي سيُخرج كل قضايا العنف للنور كما خرجت قضية "غريب" التي رغم أنها شكلت رأياً شعبياً ضاغطاً إلا أن المؤسسات الرسمية مصممة على التلاعب بلائحة الاتهام وتبرئة المتهمين مغفلةً أن مهمتها الأساسية هي منع تلك الجرائم قبل وقوعها.

وقالت: "نحن نهدف لإعادة "تعريف التحرر الوطني" على أساس أنه ليس فقط تحرراً من الاحتلال الإسرائيلي بل تحقيق لمقولات الحرية والعدالة والكرامة لكل أفراد المجتمع بما فيه النساء".

وأردفت بالقول: "ينبغي أن يكون التحرير جذرياً بالقضاء على الفجوات الاجتماعية كـ"الفقر" والقمع والعنف بكل أشكاله وخصوصاً ما يستهدف النساء".

وعبرت عن اعتقادها بأن كل مَنْ يسعى لتحرير فلسطين من فصائل وأحزاب تحرر وطني لا يمكن أن تترك النساء خارج الأجندة وتجعلها أولوية مؤجلة بل عليها أن تجعلها في قلب الحراك.

وأبدت أسعد إعجابها بمستوى المشاركة الشعبية في انطلاقة الحراك الخميس الماضي، إذ نظمت 11 وقفة تضامنية في فلسطين وخارجها بمشاركة آلاف النساء كاستجابة للمبادرة التي انطلقت من حيفا.

وأضافت: "الوقفات شملت نساءً من خلفيات متنوعة يتضامنَّ مع بعضهن البعض ويطلقن صرخة نحو أوضاعهن، مما أشعرنا بسعادة حقيقية وقدرتنا على أن نصنع الأمل في مجتمعنا ونصل لجميع النساء بغض النظر عن خلفياتهن وظروفهن".