تتابع المستويات العسكرية البحرية في الكيان الصهيوني بقلق وخشية كبيرة التطور الحاصل على صعيد سلاح البحرية، التابع لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس (الكوماندوز)، بل ويتابع الاحتلال الإسرائيلي ليل نهار مواصلة كتائب القسام إجراء التجارب الصاروخية في عرض بحر غزة؛ حيث تولي كتائب القسام أهمية كبيرة للتدريبات العسكرية في عرض البحر، بل وتجهز نخبة من الصاعقة البحرية لمواجهة العدو الإسرائيلي في أي معركة قادمة.
وقد صرح الجنرال الصهيوني في البحرية الإسرائيلية "يوفال أيالون" عن الخشية الكبيرة من التدريبات البحرية التي يجريها الكوماندوز البحري القسامي، حيث وصفها المسؤول الصهيوني بالخطيرة على أمن الكيان البحري.
وتبذل القوات البحرية الإسرائيلية جهودا كبيرة - حسب (يوفال أيالون) من أجل ضمان سلامة أمن المستوطنين في شواطئ الكيان، وتأمين محطات وحقول الغاز في البحر الأبيض المتوسط، وأيضا توفير الحماية الأمنية لمنصات الغاز، وتأمين حدود الجبهة بحرية التي تصل مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وتبلغ حدودها (100) كيلومتر بحرية، هذا إضافة إلى توفير الحماية الدائمة لشواطئ أسدود وعسقلان ومحطات الطاقة، ومنصات الغاز التي تطل على هذه الشواطئ .
إن المسؤولين الصهاينة في البحرية الاسرائيلية يعتبرون من الضروري جدا مواجهة الخطر البحري القادم من الجبهة الجنوبية للاحتلال قطاع غزة، بل ويعد الاستعداد الإسرائيلي لمواجهة الخطر البحري القادم جزء أساسي في الدفاع عن البني التحتية الاقتصادية الإسرائيلية يعدّ مسألة حساسة وحرجة، وجزء أساسي من المهام العسكرية والأمنية لتأمين المنطقة البحرية المحاذية لقطاع غزة.
إن التطور الحاصل لدى المقاومة الفلسطينية في التدريبات العسكرية في بحر غزة أصبح الشاغل لدى الكيان بل وأصبحت التدريبات البحرية للقسام على رأس جدول الأعمال الإسرائيلي لسلاح البحرية، حتى أن مسيرات كسر الحصار البحري عند محررة (زيكيم) أصبحت تشكل هاجس كبير للقوات البحرية الإسرائيلية..
لقد أصبح الصياد الفلسطيني يشكل خطرا كبيرا على أمن الاحتلال، وهذا ما عقب عليه الجنرال (أيالون) في تصريحاته الصحفية أن الصيادين الفلسطينيين يتقنون الصيد في سن مبكرة، ويتحولون –حسب المسؤول الصهيوني- مع مرور الوقت إلى تهديد جدي على الكيان في استهداف الجنود الصهاينة.
وحسب مصادر المعلومات في التي نشرها إعلام الكيان فإن الاحتلال يعمل منذ قرابة شهرين على بناء حاجز بحري قبالة شاطئ محررة (زكيم) شمال قطاع غزة هو الأول من نوعه - حسب وصف الصهاينة– يهدف مواجهة المخاطر البحرية القادمة من غزة، حيث نشرت وسائل الإعلام العبرية صورا للحاجز المائي الذي يتكون من سواتر ترابية طمرت مياه البحر بعمق (200) متر على طول المناطق الحدودية للقطاع، لكسر الأمواج، بالإضافة إلى سياج شائك على بعد بضعة كيلومترات شمال غزة، فيما ويبلغ طول الحاجز (200) متر، فيما يصل عرض قاعدته إلى(50) مترا، يثبت عليها سور بارتفاع ستة أمتار، وسيتضمن الجدار المائي وضع تدابير ومعدات تكنولوجية إضافية على السياج بهدف توفر تغطية كاملة للبحر بحيث يكون الحاجز مقاومًا للظروف البحرية المتغيرة.
وحسب تصريحات العدو الصهيوني فإن فكرة إنشاء الحاجز المائي تهدف لمنع عمليات وحدة الكوماندوز البحرية التابعة لكتائب القسام، والتي تسعى إلى تعزيز قدراتها البحرية، بعد أن تم الإعلان عنها رسميا عام 2014، خلال عملية (زكيم) البحرية في عدوان عام 2014م على قطاع غزة.
من الواضح أن معركة العقول بين كتائب القسام والكيان الصهيوني مستمرة، ويهدف القسام من خلالها إلى تكبيد الكيان خسائر كبيرة وإلحاق الضرر الكبير بإمكانات العدو الصهيوني.
إن عيون الكيان الصهيوني لا تنام و يعتبر الصهاينة غزة الأكثر خطورة على أمن (إسرائيل) وحدودها من كافة الجوانب، لذا فإن خطوات تشديد الحصار على قطاع غزة هي مدروسة من كافة المستويات في الكيان، بهدف تضييق الخناق على تطور المقاومة في القطاع خاصة مع التغيرات والتقلبات السياسية في الكيان الصهيوني.