قال خبيران مقدسيان إن حملة الاحتلال الإسرائيلي التي تتعرض لها بلدة العيساوية بالقدس المحتلة من مداهمات واعتقالات، تهدف لوقف العمل الوطني في الدفاع عن المدينة والاحتجاجات المستمرة منذ أشهر.
وأكد المختصان في حديثين منفصلين لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال وقواته التي تقتحم البلدة يومياً وتواجه شبابها "لن ينجح في كسر إرادة شباب القدس وإرهابهم، بل هم الذين يواجهون اعتداءاته وحصاره للبلدة، ويقفون على جبهة القتال وخط الدفاع الأول".
وشن جيش الاحتلال، أمس، حملة اعتقالات في بلدة العيساوية شملت 21 قاصرا وشابا، في حين سلم استدعاءات لآخرين.
مطالب مشروعة
وتعقيباً على الحملة الإسرائيلية، أوضح عضو اللجنة الأهلية في بلدة العيساوية، هاني العيساوي، أن البلدة تعيش منذ سنوات طويلة اقتحامات واعتداءات متكررة بسبب موقفها من قضايا وطنية وحياتية مهمة.
وبين العيساوي أن أهم القضايا هي مواجهة شباب وأهالي القدس سياسة الاحتلال في تهويد المقدسات الإسلامية، ومشاركتهم في الاحتجاجات الأسبوعية الوطنية، إضافة إلى مواجهة إجراءات بلدية الاحتلال في القدس بحق الأهالي، من مخالفات وضرائب غير مشروعة.
ولفت إلى أن الاحتلال أخذ في الثلاثة أشهر الأخيرة منحى جديدًا تجاه بلدة العيساوية، بوقف دور شبابها، ومنع احتجاجها على الإهمال الذي يعيشه سكانها؛ بشن حملة مبرمجة يومية ومتواصلة لإخضاع أهلها.
وشدد على أن الاحتلال يريد إخضاع البلدة التي سيطر على أراضيها وصادرها للمستوطنات المحيطة بها خاصة "معاليه أدوميم" ووقف حملة أهلها الوطنية، مشيراً إلى أن هذه الحملة تصاعدت بعد استشهاد الشاب محمد عبيد قبل ثلاثة أشهر.
وذكر أن الاحتلال اعتقل خلال الأشهر القليلة الماضية نحو 400 شاب في حملات اعتقال يومية، مؤكداً أن كثيرا منهم أفرج عنهم بعد تقديم "لوائح اتهام" ضدهم.
وقال إن الهدف من هذه الحملات إرهاب الشباب وكسر إرادتهم وشوكتهم في التصدي لإجراءات الاحتلال، مشدداً على أن الأخير سيفشل ما دام يريد أن تعيش العيساوية "حياة ذليلة".
وأضاف أن الشباب وأهالي البلدة يرفضون هذه السياسة، ويؤكدون على حقهم في الحياة الكريمة، والدفاع عن البلدة والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة.
تضامن رسمي وشعبي
بدوره، دعا الخبير في شؤون القدس جمال عمرو، إلى ضرورة وجود دعم رسمي من السلطة الفلسطينية لأهالي القدس بشكل كامل، وخاصة أحياءها التي يحاصرها الاحتلال بالاستيطان والإجراءات الانتقامية المختلفة.
وأكد عمرو أهمية تخصيص الدعم لأهالي العيساوية أكثر لما يواجهون يوميًّا، قائلاً: "على قيادات السلطة إن كانت صادقة، رفع يدها وقبضتها الأمنية عن الأحرار لمساندة أهالي العيساوية، وأن يقف مسؤولوها إلى جانب المقدسيين في مواجهة الاحتلال".
وعلى الصعيد الشعبي، شدد على ضرورة مساندة أحياء القدس لبلدة العيساوية وأهلها، في وجه القمع الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الاحتلال لا يفرق بين حي وآخر "فكلها مستهدفة بإجراءات الحصار والاستيطان".
وقال إنه لا يمكن أن ينجح الاحتلال مقابل إرادة أهالي العيساوية؛ لأن التجربة أثبتت أن المناطق الأكثر اشتعالاً في وجهه هي التي تعرضت لانتهاكات كثيرة وظلم كبير.
منع المقاومة
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن ما يجري في العيساوية وعزون وكفر قدوم خاصة، وفي مدن وبلدات ومخيمات وقرى فلسطين عموما، يؤكد أن شعبنا الفلسطيني البطل ماضٍ في طريقه عازم على مواصلة كفاحه، مهما بلغت التضحيات، مشددة على أن الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه ومواصلة احتلاله لأرضنا.
وأضافت حركة حماس في بيان لها أمس، تعقيبًا على حملة الاعتقالات الواسعة التي شنها الاحتلال بمدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين، أن "جيشه يواصل عدوانه على أبناء شعبنا لمنع المقاومة بكل أشكالها"، مؤكدة أن "عائلات الأسرى والشهداء هم درع الأرض الحامية ونبضها الذي تراهن عليه".
وأردفت أن "مشاهد العزة التي رسمتها عائلة الشهيد نسيم أبو رومي في وداع نجلها البطل تؤكد أن أبناء شعبنا سيدافعون عن أرضهم ومقدساتهم حتى التحرير الكامل للأرض والإنسان".