تواجه مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هجمة شرسة ومؤامرات متوالية لم تتوقف، فبرزت المخيمات أبرز ملامح المعاناة التي تتصف بها حياة اللاجئ الفلسطيني، يُعاني أهالي المخيّمات من اللاجئين الفلسطينيين في مخيّمات لبنان مشاكل كثيرة، منها ازدحام وطرق ضيقة ونظام صرف صحي تالف وانقطاع الكهرباء المتكرر وعشوائية إمداد الأسلاك الكهربائية وتشابكها مع مواسير المياه، وسواها من المشاكل التي لا تُعد ولا تُحصى؛ فاللجان الشعبية لا تستطيع المساعدة بسبب التكلفة المادية العالية لأي مشروع إصلاحات حقيقي تود عمله بسبب ضعف التمويل لها، وقلة الإمكانات المتاحة لها، ما يتطلب توفير دعم مالي للجان الشعبية لتتمكن من تخفيف معاناة أهلنا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان، وهذا الأمر يتطلب من الكل الوطني التحرك مع المحيط العربي والإسلامي لدعم مشاريع إنسانية وتنموية بالمخيمات.
وجاء قرار وزير العمل اللبناني الذي عد فيه العمال الفلسطينيين عمالة غير شرعية، فزاد معاناة الفقر والحرمان التي يعانيها أبناء المخيمات، وحاربهم في لقمة عيشهم المرة التي يجدونها بشق الأنفس، فخرجت مسيرات تضم آلاف اللاجئين الفلسطينيين في مخيم البص والرشيدية ومخيم برج البراجنة ومخيم عين الحلوة ومخيم مار إلياس ونهر البارد وغيرها.
إن قرار وزير العمل اللبناني قوبل برفض فصائلي فلسطيني وكذلك رفض من عدد من الأحزاب اللبنانية، مؤكدين أن قرار حرمان اللاجئين الفلسطينيين مرفوض جملة وتفصيلًا، لكن هذا كله لم يتبلور واقعاً ليغير هذا القرار الظالم الذي يهدد صمود أهالي المخيمات الذين ما هم إلا لاجئون إلى الدولة اللبنانية ولهم حقوق، وينتظرون اليوم قبل الغد ليعودوا لبلادهم ووطنهم فلسطين التي هجرهم منها الاحتلال الصهيوني.
نحن الفلسطينيين نتعجب من هذا السكوت الرسمي عن هذا التضييق المشبوه على اللاجئين الفلسطينيين، الذي هو خدمة لأجندة مشبوهة ضمن سيناريوهات تطبيق صفقة القرن، بدفع اللاجئين الفلسطينيين للهجرة إلى خارج لبنان، ما يخدم المخططات الصهيونية الرامية لتصفية قضية اللاجئين.
نجدد دعوة كل أحرار العالم لرفض هذه الإجراءات التعسفية بحق اللاجئ الفلسطيني في لبنان، التي كان منها رفض تسجيل الطلاب الفلسطينيين في المدارس الرسمية اللبنانية، الأمر الذي يتطلب وقفة جادة من القيادات الوطنية الفلسطينية واللبنانية للتصدي لحالة العبث وعدم المسؤولية التي تمارس بحق مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان، هذه المعاناة تعجز الكلمات عن وصفها، وبعيدًا عن الكلمات الملغومة التي تصلح لهذا المقام المطلوب وقفة وطنية جادة تعبر عن الجوهر الأصيل للشعب اللبناني الشقيق، وتخليص أهلنا في مخيمات لبنان من شباك الأزمات التي تلتف حولهم.