يعيش قطاع غزة في واقع صعب فيما يتعلق بمحطات الصرف الصحي التي كانت في بعض الأحيان يتسبب توقفها بحدوث كوارث بيئية خطيرة على المواطن والبيئة عامة، لكن خلال المدة الأخيرة طرأ تحسن على عمل هذه المحطات مع زيادة ساعات وصل التيار الكهربائي.
المدير العام للمياه والصرف الصحي في بلدية غزة رمزي أهل أوضح أن هناك تحسنًا مستمرًّا في عمل جميع محطات الصرف الصحي التي تقع في مدينة غزة، وأصبحت تعمل باستمرار بعد تشغيل خط الكهرباء الذي انتهت الشركة من تجهيزه.
وقال أهل لصحيفة "فلسطين": "خط الكهرباء الجديد ساهم في إنقاذ بحر غزة من التلوث، أما المحطات الأخرى التي تقطع الكهرباء فيها فتشغل المولدات الكهربائية فيها بمجرد انقطاع التيار الكهربائي"، مؤكدًا أنه أصبح لا يوجد نقطة صرف صحي تصب في شاطئ بحر غزة.
وأضاف: "أما محطة معالجة الشيخ عجلين فهي تعمل حسب محددات بيئية، إذ مددت خطوط رئيسة أقطارها تتناسب مع المستويات التجريبية في وضع آمن تمامًا"، مستدركًا: "لكن هناك مشكلة في وادي غزة الذي تتراكم فيه مياه من مياه الصرف الصحي ويسبب تلوثًا للبيئة القريبة من البحر، لكن هذا الأمر مسئولية بلديات المنطقة الوسطى".
وأشار أهل إلى أن بلدية غزة تعمل مع باقي بلديات القطاع وتبذل جهودًا متكاتفة مع باقي الجهات، لكن هناك أمور تبقى خارج قدرة البلدية، لافتًا إلى أن كلًّا لديه إجماع أن يكون في 2020م الشاطئ نظيفًا كله في قطاع غزة من شماله حتى جنوبه.
من جانبه أوضح رئيس بلدية خان يونس علاء الدين البطة أن البلدية تبذل جهودًا كبيرة في إطار معالجة مشكلة الصرف الصحي التي تؤرق البلديات والمواطنين عامة، مشيرًا إلى أن البلدية تعاني أزمة تاريخية بسبب مياه الصرف الصحي.
وقال لصحيفة "فلسطين": "بلدية خان يونس منذ عام 1996م تعاني من مياه الصرف الصحي بسبب عدم وجود شبكات لنقلها، إضافة إلى عدم الاهتمام بهذا الأمر وإهماله على مدار سنوات عديدة".
وأضاف البطة: "منذ انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من خان يونس في 2005م ظهرت العديد من المشاكل، كان أبرزها مشكلة الصرف الصحي التي تعومل معها في ذلك الوقت بإقامة محطات مؤقتة للصرف الصحي تعمل على الكهرباء، التي كانت لا توصل إلا ساعات قليلة".
وبين أن استمرار أزمة الكهرباء وانقطاعها المتواصل وقلة كميات السولار المتوافرة انعكست على المواطن وعلى أداء المحطات، فعملية المعالجة التي كانت تستمر ساعات طويلة اقتصرت على مدة وصل الكهرباء التي كانت لا تتجاوز أربع ساعات في بعض الأحيان، إضافة إلى ساعات قليلة كانت تعمل فيها المحطات بعد تشغيل المولدات الكهربائية.
وذكر البطة أن هذا الأمر أدى إلى تلوث البحر بسبب ضخ مياه الصرف الصحي إلى البحر مباشرة دون معالجة أحيانًا، إذ كان متوسط إنتاج مياه الصرف الصحي في خان يونس وبني سهيلا يصل إلى 16 ألف كوب يوميًّا تذهب إلى محطة المعالجة المؤقتة قبل ضخها إلى شاطئ البحر.
وأعلن أنه منذ عدة أيام بدأت محاولات تشغيل محطة معالجة الصرف الصحي التي أقيمت شرق خان يونس، بتكلفة 57 مليون دولار نجحت UNDP بتوفيرها من عدة جهات ممولة، منها 14.8 مليون دولار من الحكومة اليابانية، و42 مليون دولار من بنك التنمية الإسلامي بتمويل من صندوق التنمية الكويتي، و1.1 مليون دولار من UNDP، ومليون دولار من بلدية خان يونس.
وذكر البطة أن هذه المحطة أصبحت بعد سنوات طوال من العمل جاهزة بنسبة 100%، وبدأ العمل التجريبي لها، مضيفًا: "وصلت مياه الصرف الصحي للمحطة، وننتظر 45 يومًا للمحاولة، على أن تكون معاجلة كل مياه الصرف الصحي في هذه المكان؛ فالمحطة جاهزة للعمل".