أصيب أكثر من 70 لاجئاً فلسطينيًا من مخيم الرشيدية بمدينة صور جنوبي لبنان، بفايروس التهاب الكبد الوبائي من نوع "A"، نتيجة لتسرب مياه الصرف الصحي إلى مياه الشرب التي تغذي المخيم.
وأعلنت إدارة مستشفى "بلسم" التابعة للهلال الاحمر الفلسطيني، عن استقبالها منذ عشرة أيام وحتى يوم أمس، أكثر من 70 حالة مصابة بهذا المرض المعدي، معظمهم من الأطفال وكبار السن.
وأفاد مدير المستشفى د. يوسف عجاوي، بأن حالتين أُستدعي نقلهما إلى خارج المستشفى لتلقي العلاج بسبب تدهور صحتهما، فيما أعلن مشفاه حالة الطوارئ لمتابعة أي إصابة ومراقبتها ومعالجة هذا الفيروس المعدي.
وأفاد أحد اللاجئين القاطنين في المخيم، لـ"فلسطين"، بتوقف العملية الدراسية في المخيم، عدة أيام، كإجراء وقائي، وتتابع وصول حالات الإصابة بهذا الفايروس الخطير المعروف بمرض "الصفيرة".
ونبه إلى أن مؤسسات بيئية وصلت للمخيم وأجرت فحصًا على شبكة المياه التي تسربت إليها مياه الصرف الصحي، فيما زار وفد من وزارة الصحة اللبنانية ومنظمة الصحة العالمية المراكز والمستشفيات الصحية التي يعالج فيها المصابون.
ويعتبر المرض المعروف عالميًا بالتهاب الكبد الوبائي شديد العدوى، ويصيب فيروس المرض سنويًا على مستوى العالم ما يقارب 1.4 مليون إنسان.
ويعتمد المخيم على مصادر مياه محلية من داخله، إذ يتواجد في المخيم القديم مجموعة من البرك والينابيع الطبيعية والتي كان الأهالي يتزودون منها بمياه الشرب والاستعمال المنزلي وبالوسائل البدائية منذ لجوئهم إلى المخيم عام 1950، وبعد أن أنشأت الأونروا المخيم الجديد في ستينات القرن الماضي قامت بتمديد شبكة مياه من هذه الينابيع والبرك تُزود مساكن المخيم الجديد بالمياه عن طريق الانسياب والجاذبية.
ونتيجة تزايد عدد السكان مطلع القرن الواحد والعشرين وعدم تلبية الشبكة القديمة للاحتياجات، قامت الأونروا بتمديد شبكة جديدة للمياه في المخيم القديم والجديد مع بناء خزان مياه جديد بين العام 2005/2006 والذي أطلق عليه (مشروع مياه دنش).
ويقيم في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين حوالي 25 ألف لاجئ فلسطيني اضافة إلى حوالي 3 آلاف لاجئ فلسطيني نازح من سوريا.
وقالت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"، إن تفشي مرض الصفيرة (Hepatitis A) في مخيم الرشيدية أثار أسئلة كثيرة حول الصحة البيئية في المخيمات، مؤكدة أن هذا الوباء أخطر ما أصاب سكان المخيم من الناحية الصحية.
وأكد مدير المؤسسة محمود الحنفي، لـ"فلسطين"، وجود جهتين مسؤولتين بشكل مباشر عن وقوع هذا المرض المعدي، أولها "الأونروا" وذلك بسبب كونها من يدير شأن المخيم وأموره، ووقوع المخيم ضمن صلاحياتها وهو مستأجر لمدة 99 عامًا من طرفها.
وقال إن الدولة اللبنانية هي الجهة الثانية التي تقع على عاتقها مسؤولية ما جرى، سيما وأن المخيم يقع ضمن أراضيها، ويوجد فيه مضخة مياه لنقل مياه الصرف الصحي لمدينة صور، وقد انفجر الأنبوب مؤخرًا، دون اهتمام لازم ما يمكن أن ينتج عنه.
وحذر الحنفي من إمكانية انتشار المرض، في صفوف أبناء المخيم، وحتى في المخيمات الأخرى، التي تعاني من اهتراء شبكات نقل المياه داخلها، وإمكانية دخول مياه شبكات الصرف الصحي فيها.