فلسطين أون لاين

​بعد حظر الاحتلال المدافعين عنه وملاحقتهم

المسجد الأقصى.. جهودٌ "فردية" للرباط فيه ودعمٌ عربيٌّ باهت

...
صورة أرشيفية لمسجد قبة الصخرة
القدس المحتلة / غزة - رنا الشرافي

بعد حظر سلطات الاحتلال الإسرائيلي لما ادعت وجوده وأسمته "تنظيم المرابطين"، ومن قبل حظرها للحركة الإسلامية وملاحقة رجالها، زادت شدة الوثاق حول تحركات الفلسطينيين داخل المسجد الأقصى، بالتزامن مع زيادة حرية المستوطنين في داخله في محاولة جديدة لسياسة فرض الأمر الواقع، الأمر الذي فرض تحديًا جديدًا على المقدسيين.

التحديات والمؤامرات التي يتعرض لها الفلسطينيون من قبل سلطات الاحتلال، ومقترحاتهم لمواجهتها، هو ما تحاول صحيفة "فلسطين"، تسليط الضوء عليه عبر التقرير التالي.

كذبة (السائحين)

من جهته، أكد الشيخ يوسف الباز، الداعية الفلسطيني المتواجد في المسجد الأقصى، أنه لا يمكن إطلاق صفة مرابط على المتواجدين في المسجد الأقصى، وذلك لأن الاحتلال الإسرائيلي يفترض أنهم مؤسسة أو تنظيم قام بحظره ويعتقل كل من ينتمي له.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "ما يحدث اليوم أن الاحتلال أصبح يغير من واقع المسجد الأقصى المبارك، بحيث إن الأشياء المتفق عليها مع الأوقاف منذ عام 1967 وخاصة فيما يتعلق بإدخال (السائحين) ومعظمهم من المستوطنين، لمدة ساعة صباحاً وساعة بعد الظهر، قد تغيرت".

وتابع: "هذا الواقع تغير وأصبح دخول هؤلاء للمسجد الأقصى صباحًا من 7:30 وحتى 11:30، حيث يقوم الاحتلال باستغلال صفة السائحين لتسريب المستوطنين إلى داخل المسجد الأقصى بهدف تدنيسه".

وأكد أن "سلطات الاحتلال تنتظر منذ عقود هذه الفرصة حتى تنقض على المسجد الأقصى المبارك وتستفرد به، وتغير من واقعه وتجعله أمرًا واقعًا مفروغًا منه، وهذا هو التحدي الأكبر أمام الفلسطينيين".

ورأى أنه على السلطات الأردنية بصفتها راعية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس أن تخاطب "دبلوماسيا" الاحتلال الإسرائيلي، وتقول له ماذا عن الواقع المتفق عليه والذي يقضي بإدخال (السائحين) من الساعة 7:30 وحتى 11 ليس أكثر من ذلك؟".

وفي معرض رده على سؤال "فلسطين" كيف يمكن دعم الرباط في داخل المسجد الأقصى رغم حظره من قبل المؤسسة الإسرائيلية، قال: "ينبغي على السلطة الفلسطينية والحكومات العربية والإسلامية أن تقول كلمتها في هذا الشأن، ونحن في الداخل الفلسطيني نبذل قصارى جهدنا لنحث الناس على التوجه إلى المسجد الأقصى المبارك".

وتابع: "نحن اليوم لا نملك أكثر من ذلك خاصة في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة على الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، وما يتعرض له أبناؤنا من اعتقالات، وبشكل غير مسبوق"، موضحًا أن التدخل العربي المطلوب ليس سياسيًا فقط بل على كافة الأصعدة.

واستبعد أن يكون تولي دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة المعروف بدعمه للاحتلال الإسرائيلي سببًا لرفع حدة التوتر داخل المسجد الأقصى، وقال: "إن سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية لا تتغير أبدًا".

واستطرد: "أنا مقتنع أن ترامب عبارة عن بالون فارغ ولا يفقه في السياسة شيئاً، ولن يغير من حقيقة وطبيعة السياسة الأمريكية تجاه قضيتنا الفلسطينية".

رباني وليس اجتهادياً

أما الشيخ محمد عارف وهو أحد القيادات الفلسطينية من الداخل المحتل عام 1948، فيؤكد أن مشروع الرباط في المسجد الأقصى هو أمر رباني وليس اجتهاديًا.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "إن الرباط هو أمر الله في المسجد الأقصى وعلى الثغور وفي كل مكان يقتضي الحاجة إليه، وهو إما أن يكون عباديًا بحتًا، أو للدفاع عن ملك المسلمين".

وتابع: "إن الرباط في المسجد الأقصى واجه عراقيل من قبل الاحتلال، بدأت من منع المصلين من دخوله ومنع المرابطين من الرباط فيه، من خلال التحقيقات المكثفة أو من خلال منعهم من التواجد أو اقتحام مصاطب العلم".

وأوضح أن "هذه الحملة المسعورة ليست وليدة اليوم بل واظب عليها الاحتلال منذ عام 1967 وأن الشوكة في حلوقهم هي كثافة المرابطين من خلال مصاطب العلم والقوافل وغيرها من أساليب الرباط التي حظرها الاحتلال كما حظر الحركة الإسلامية".

واستطرد: "الاحتلال كشف عن نواياه بشكل واضح منذ قيامه وحتى اليوم، نرى بوضوح أن الاحتلال ينظر بعداء مكشوف للمسلمين، وما منعهم للمرابطين ومنع المصلين وتحديد الأجيال للدخول إلى الأقصى إلا وسيلة للاختلاء به، وهدفاً لتقسيمه زمانياً ومكانياً ومن ثم هدمه في ظل السبات العربي والإسلامي العميق، وصمت السلطة الفلسطينية على باب الخصوص".

واعتبر أن الإدارة الأمريكية الجديدة لا تختلف عن الإسرائيلية إلا بالاسم، مؤكدًا أنهما وجهان لعملة واحدة تكنان العداء للإسلام ومقدسات المسلمين، لافتًا إلى تخلي الحكومات العربية والإسلامية حتى عن الاستنكار مما يحصل في الأقصى.

وأضاف: "ويبقى للأقصى شعبنا وأهلنا على هذه الأرض وفيهم الخير الكثير حتى خارج القدس، ففكرهم مشغول بالقدس والمقدسات، وأقصد هنا من يسكنون بالضفة الغربية وقطاع غزة، الذين منعهم الاحتلال من الوصول إلى القدس المحتلة".

وختم حديثه بالقول: "لم يبق للأقصى إلا أهل القدس الذين قدر لهم العيش حوله وأهل الداخل المحتل للقيام بالواجب من تكثيف الزيارات، وإحياء مصاطب العلم، ونقل الحافلات لشد الرحال إلى القدس وهو ما نقوم به للحفاظ على المسجد الأقصى والوجود الإسلامي فيه".