فلسطين أون لاين

​اللوحات تباينت في أفكارها وأحجامها

"رحيق".. ذاكرة فنية تختزل تاريخ فلسطين

...
صورة أرشيفية لجانب من معرض "رحيق"
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

اختزلت 65 لوحة فنية محطات متنوعة من تاريخ الشعب الفلسطيني منذ ضياع أرضه وتهجيره عام 1948 وصولاً إلى فرض الاحتلال الإسرائيلي حصاره الخانق على سكان قطاع غزة براً وبحراً وجواً.

وعرضت تلك اللوحات المتباينة في أفكارها وأحجامها داخل المعرض الخاص بالفنان التشكيلي رائد النبريص الذي نظمه في قرية الفنون والحرف، غربي غزة، بالتعاون مع الإدارة العامّة للشؤون الثقافيّة في بلديّة غزّة ومجلة 28، وذلك ضمن فعاليات شتوية بعنوان "المدينة تلون شعرها".

واختار النبريص "رحيق" عنواناً لمعرضه الفني، الذي شهد إقبالاً لافتاً من الفنانين الفلسطينيين وطلبة المعاهد الدراسية والمهتمين عموما، الذين أبدوا إعجابهم لتنوع الرسائل والمعاني التي تحملها لوحات الفنان رائد وقدرته على البوح بواسطة الريشة واللون.

وصل سلامي

وقال النبريص لصحيفة "فلسطين" "جاء رحيق ليعبر عن معاني الصفاء والواقع الحياتي والداخلي وهو رسالة مقدمة من الفنان إلى جمهوره"، مضيفاً: "عملت على إعطاء كل قضية حقها في الرسم والتعبير، الأمر الذي جعل المعرض متنوعا في الأفكار والمضامين والبيئات الجغرافية التي وصل لها".

وعبرت اللوحات عن واقع الحياة في ظل الانقسام الداخلي وتناولت أيضاً تضحيات الإنسان الفلسطيني الطفل والشاب والشيخ والمرأة من أجل نيل الحرية، وكذلك تحدثت لوحات أخرى بأساليب ومدارس مختلفة عن صمود القطاع الساحلي في وجه الحصار والاعتداءات المتلاحقة في السنوات الماضية.

وبين النبريص، المولود في غزة عام 1977، أن معرضه الشخصي ضم 65 لوحة عمل على إنجازها منذ بداياته الفنية قبل أكثر من عشر سنوات، محاولاً تجسيد حياة الإنسان خلال مراحل مختلفة من الحياة وعكسَ تطلعات الشعب الفلسطيني وصموده وقوته أمام كل التحديات التي تواجهه.

وتطرق النبريص: في إحدى اللوحات قدمت في ساحة المعرض عن قضية عزل السكان وإبعادهم عنوة بفعل السياسات الإسرائيلية العنصرية، إذ رسمَ طفلٌ يحاول اللعب بطائرته الورقية إلا أنه يصطدم بجدار الفصل العنصري الذي طوق مدن الضفة الغربية المحتلة، وقد أطلقَ رائد على ذلك العمل اسم "وصل سلامي".

ومن بين الأعمال التي قدمها الفنان رائد، لوحة تؤكد على أهمية لم الشمل الوطني وإنهاء حالة الانقسام، إذ رسم العلم الفلسطيني, وحملت تلك اللوحة عنوان "لفلسطيني وجه واحد".

وشدد النبريص على أهمية ارتباط الفنان الفلسطيني بواقع شعبه والتعبير عنه وفق قدراته وأفكاره الخاصة، مبينا أن الحصار الإسرائيلي أثر سلبا على مسيرة الفنان من جهة، ومن جهة أخرى كان مادة دسمة لاستخراج الأفكار التي تحكي بلسان المواطن وتوثق معاناته المعيشية والاقتصادية جراء الحصار.

مشاركات متعددة

وعشق النبريص الفن وحكاياته منذ صغره إذ تتدرج في تطويره قدراته الذاتية، فبعد مشاركته بالأنشطة المدرسية درس الفن أكاديميا في جامعة الأقصى بمدينة غزة تخصص تربية فنية عام 2001، وذلك بعدما اجتاز الثانوية العامة بنجاح.

وفي هذا الجانب، تحدث الفنان الثلاثيني قائلاً : "عام 2005 رحت أركز في قراءة تاريخ الفن وتأثرت به وبالمدارس المختلفة وبالفنانين الرواد، ثم كان لمواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في الاطلاع على الحركة التشكيلية والتواصل مع الفنانين مما زاد من خبراتي الفنية".

وسبق للنبريص أن شارك في العديد من الأنشطة والتظاهرات والمهرجانات الفنية، كالمعرض الدولي عبير الثرى عام 2014 ونبض الركام وكذلك شارك في معرض رسالة سلام 2 المقام في جامعة غزة بالإضافة إلى مشاركته في مهرجان فلسطين الدولي على طريق القدس 2016، الذي نظمه مركز رواسي للثقافة والفنون.