فلسطين أون لاين

​مصنع بلاستيك في قطاع غزة "يقاتل" من أجل البقاء

...
صورة أرشيفية لأحد مصانع البلاستيك في غزة
خان يونس - ربيع أبو نقيرة

ينهمك العمال في مصنع إنتاج الخراطيم البلاستيكية، الذي تعود ملكيته للمواطن رمضان الغلبان (73عاما) في متابعة إصلاح إحدى ماكينات المصنع، رغم الخسائر الفادحة التي مني بها.

خسائر المصنع ناجمة عن حظر الاحتلال الإسرائيلي دخول المواد الخام التي تدخل في صناعة الخراطيم البلاستيكية، إلى قطاع غزة، مما يضطر الغلبان لإعادة تدوير المخلفات البلاستيكية، الأمر الذي يزيد من مراحل العمل، دون انتاج حقيقي.

وتضر أزمة الكهرباء المتفاقمة بآلاته المستخدمة في صناعة الخراطيم، من خلال تكسر بعضها وتعطلها بفعل ضعف التيار الكهربائي وانقطاعه المستمر في حال وصله.

ويعرب الغلبان، في حديث مع صحيفة "فسطين" عن رفضه توقف الإنتاج قائلا: "اضطررنا اليوم لتدوير وإعادة تصنيع المواد البلاستيكية المستخدمة، لتعويض المواد الخام التي يحظر الاحتلال إدخالها للقطاع، وذلك يضيف أعباء جديدة على عاتقنا، ويضاعف الوقت والجهد في عملية الإنتاج".

ويوضح أن أصحاب العربات المجرورة أصبحوا المورد الرئيسي للمصنع، من خلال جمعهم لمخلفات المواد البلاستيكية بجميع أشكالها، مفسرا: "نشتري هذه المواد -الطن بألفي شيكل- ويتم فرزها وأخذ المواد المصنوعة من مادة (البوليثين) التي يعتمد عليها المصنع، أما باقي المواد تستخدمها مصانع أخرى".

وحول مراحل الإنتاج، يبين أنها متعددة "تبدأ بتنظيف المواد البلاستيكية من الرمال والغبار والشوائب، عبر براميل كبيرة مملوءة بالمياه، ويتم إضافة مادة الصودا لإزالة أي شوائب عالقة، ثم يتم تنشيفها، ثم جرشها (تفتيتها) ثم غسلها مرة أخرى وتنشيفها، ثم تسخينها، ثم تحبيبها، أي تحويلها إلى حبيبات".

ويتابع: "الحبيبات البلاستيكية كانت تأتي جاهزة وبها تبدأ عملية الانتاج، أما اليوم فقد تضخمت عملية الإنتاج وازدادت مراحلها"، مشيرا إلى أنه يتم وضع الحبيبات في ماكينات تشكيل الخراطيم، والتي تتنوع في مقاساتها وتستخدم لري المزروعات وأخرى تستخدم للتمديدات الكهربائية.

وينبه إلى أنه "إذا لم يعمل مصنع البلاستيك لمدة 24 ساعة فلا فائدة منه، هذا الأمر معروف ومفهوم لكل أصحاب المصانع، أما قطع الكهرباء وضعفها يؤدي إلى تكسر الماكينات بسبب طريقة تسخينها المتقطعة والخاطئة".

محاربة الصناعات الفلسطينية

ويشير إلى أن "توفر المواد الخام يقلص أعداد العمال في المصنع، لكن عدم توفرها ومنع الاحتلال دخولها، ضاعف عدد العمال في ظل زيادة مراحل الانتاج التي فرضتها عملية استخدام مخلفات المواد البلاستيكية"، لافتا إلى أن الحبيبات الجاهزة المستوردة تعطي جودة أكبر للمنتج.

ويؤكد أن "الاحتلال لا يحتاج إلى تبرير عندما يمنع دخول المواد الخام البلاستيكية، فالكل يعرف أن البلاستيك لا يدخل في الصناعات العسكرية، ويجب أن يعرف الجميع أن هدف الاحتلال هو تشديد الخناق على المواطنين وقتل الصناعات الصاعدة في القطاع".

وهذا المصنع أنشئ عام 1980، بحسب الغلبان، كأول مصنع في الضفة والقطاع، قائلا: "صناعتنا كانت على مستوى عال للخراطيم الزراعية والكهربائية، وكنا نصدر إلى الضفة الغربية وإلى سيناء".

وينوه إلى أن أزمة المصنع بدأت في أواخر التسعينات من القرن الماضي، ذاكرا أن الإنتاج قبل الأزمة وصل لطنين في اليوم الواحد، أي نحو 60 طنا في الشهر، أما في الوقت الحالي بالكاد يتم انتاج 300 كيلو في اليوم الواحد، ولا يتجاوز 5 أطنان في الشهر.

ويختم: "لا يوجد إنتاج وأصبح حالنا كالذي يضحك على نفسه"، لافتا إلى المعاناة في ظل العجز وصرف رأس المال المدخر وانقطاع الكهرباء لفترات طويلة.