فلسطين أون لاين

​الخضر.. ترغيب وترهيب لتوسيع الاستيطان

...
صورة أرشيفية لغوش عتصيون
بيت لحم - خاص "فلسطين"

تبدو حالة الغضب على محيّا المواطن إبراهيم صبيح بعد وصوله للتوّ من مقرّ ما يسمّى بالإدارة المدنية الإسرائيلية في معسكر "عتصيون" الواقع إلى الجنوب من محافظة بيت لحم جنوب الضّفة الغربية المحتلة.

وكان الاحتلال اعتقل صبيح عشرات المرّات، وأخطر وجرّف أرضه واقتلع أشجاره الواقعة على حدود الاستيطان والمستوطنين جنوب محافظة بيت لحم، لتهجيره من أرضه البالغة مساحتها نحو (40) دونما، لضمها إلى حدود مستوطنات التجمع الاستيطاني المعروف "غوش عتصيون"، المرشحة جميعها للانضمام في المشروع الاستيطاني المسمّى "مشروع القدس الكبرى"، الذي يعتبر أراضي واسعة تتبع محافظتي الخليل وبيت لحم حدوده الجنوبية.

يقول صبيح لصحيفة "فلسطين": "ذهبت للتقدّم باعتراض على إخطارات الاحتلال لمنشآت في أرضي، وفوجئت بعرض ضابط كبير في جيش الاحتلال عليّ مبلغًا يبلغ نحو (28) مليون دولار أمريكي، مقابل التنازل عن أرضي، إضافة إلى السماح لي بالبقاء في أربع دونمات زراعية ومنحي تراخيص بناء فيها".

ويلفت إلى أنّه رفض هذا الأمر جملة وتفصيلا، وأصر على التمسّك بحقّه في فلاحة أرضه وممارسة مختلف الأنشطة فيها، دون أيّ مساس بهذه الحقوق.

ويتابع: أبلغت الارتباط العسكري والمدني الفلسطيني وكل جهات السلطة الفلسطينية بهذا الأمر، للتحرّك وللتصدّي للاحتلال ومحاولاته السيطرة على أرضه وتحويلها للأنشطة الاستيطانية.

ويبين صبيح بأنّه يمتلك كافة الأوراق القانونية التي تشير إلى امتلاكه لأرضه، لكنّه يرجو ممارسة السلطة الفلسطينية جهودا مضاعفة، للعمل نحو الحيلولة دون تحقيق أهداف الاحتلال، بالسيطرة على الأرض التي يعتاش منها وعائلته.

ويكشف عن طلب ما تسمّى بالإدارة المدنية الإسرائيلية منه الزراعة في مناطق، وعدم العمل أو الفلاحة في مناطق أخرى.

من جانبه، يقول رئيس بلدية الخضر اسحق صبيح لصحيفة "فلسطين": إنّ البلدة تتعرض منذ أكثر من شهر إلى هجمة استيطانية غير مسبوقة، داخل وخارج جدار الفصل العنصري.

ويضيف: داخل البلدة يمارس جيش الاحتلال عمليات اعتقال يومية للسّكان والأهالي، وتطال فتية وشبانا وفتيات، دون مراعاة لأيّة محاذير أو حقوق، ناهيك عن الاقتحامات الدائمة والمتكررة، واقتحامات متكررة وحواجز عسكرية.

أمّا في المنطقة التي يحاول الجدار العنصري ابتلاعها، وهي أراض زراعية، يبذل المستوطنون جهودا على قدم وساق لعزل هذه الأراضي، ومحاولة السيطرة عليها، وتفريغها من أصحابها أو المزارعين العاملين فيها، لأجل أن تكون خالية وسهلة الاستيلاء والعزل والضمّ لصالح أنشطة الاحتلال وحدوده.

من جانبه، يوضح منسق اللجنة الشّعبية لمقاومة الجدار والاستيطان بالخضر أحمد صلاح لصحيفة "فلسطين", أنّ الاحتلال عزل معظم أراضي الخضر، وحدّد المساحات التي يمكن للسّكان البناء فيها، ما حدا بهم إلى التوجّه نحو البناء العمودي، الأمر الذي ترك ضيقا في السّكن لدى السكّان الذين يتجاوز تعدادهم الـ(12) ألف نسمة.

ويشير إلى أنّه بات جليا حجم الاستهداف الذي تعيشه البلدة، من خلال الاقتحامات في الليل والنهار، والاستفزازات التي تتكرر بحقّ طلبة المدارس، وعمليات التعدّي والانتهاك التي تطال كل تفاصيل الحياة.