لم تتوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتعمدة ضد لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك، عن أداء مهامها وتعطيل أعمالها، المتمثلة بترميم وصيانة مقتنيات وأسوار المسجد الأقصى ومحيطه، الأمر الذي يهدد أساسات المسجد وصورته الإسلامية العربية في ظل ارتفاع وتيرة تهويد البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
ومنعت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، أمس، لجنة إعمار المسجد الأقصى التابعة لدائرة أوقاف القدس الإسلامية، من العمل في المسجد الأقصى المبارك من جهة باب السلسلة.
وكان فريق الإعمار، يتجهز لبناء دعامات لمنع سقوط الحائط الملاصق لباب السلسلة المهدد بالانهيار، ومعالجة تصدعات خطيرة في الجدار الملاصق للمسجد الأقصى.
وأوضح رئيس مجلس الأوقاف الاسلامية الشيخ عبد العظيم سلهب، في حديث لصحيفة "فلسطين" أن إصرار لجنة الإعمار وأوقاف القدس على استمرار أعمال الصيانة، نجحت في وقف منع الاحتلال لهم.
وقال: "بعد إصرار أهالي القدس ومسؤولي الأوقاف لساعات طويلة، على مواجهة جنود الاحتلال، تم نصب سقائل والمباشرة بالعمل لإعمار السور المهدد بالسقوط"، محذراً من خطر الأنفاق الإسرائيلية على مباني القدس.
ودعا سلهب إلى ضرورة شد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه، ومواجهة اقتحامات المستوطنين والوزراء وأعضاء الكنيست الإسرائيلي.
من جانبه، حذر الباحث في شؤون القدس مصطفى أبو صوي من سياسة سلطات الاحتلال في الميدانية وصولاً إلى فرض سياسة "الوضع القائم"، مؤكداً أن المسجد الأقصى بحاجة إلى وقوف العرب والمسلمين إلى جانبه.
وشدد أبو صوي في حديثه لـصحيفة "فلسطين" أن زيادة وتير الاعتداءات الإسرائيلية على أهالي القدس ومقتنيات المسجد الأقصى ومنع لجنة الإعمار في المسجد الأقصى يهدف إلى رفع رصيد اليمين الإسرائيلي المتطرف في الانتخابات الإسرائيلية.
وقال: "هذه السياسة ليست جديدة، ويقوم بها الاحتلال منذ احتلال المسجد الأقصى، وينجح المقدسيون في مواجهتها"، داعياً إلى ضرورة دعمهم والوقوف إلى جانبهم.
وأضاف: "المشاريع الاستيطانية في القدس تتضاعف، وتزداد وتيرتها بمحيط البلدة القديمة"، مشيراً إلى أن "كل المشروع الصهيوني قائم على المشاريع الاستيطانية وتغيير المعالم الفلسطينية".