بعد 25 عاما من عمر "أوسلو" يتعهد نتنياهو، بإعلان السيادة "الإسرائيلية" على منطقة الأغوار – ربع مساحة الضفة الغربية- وشمال البحر الميت، إذا ما تم انتخابه وتكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة، وسيتم ذلك بتنسيق كامل مع إدارة الرئيس الأميركي، "دونالد ترامب".
قلنا قبل 25 عاما إن اتفاقية "أوسلو" لن تقيم دولة فلسطينية على الاراضي المحتلة عام 67، وكان كلامنا وكلام غيرنا في هذا المجال يجابه بالسخرية، واننا محبطون، ولا نرى المستقبل المزهر والمشرق امامنا.
هكذا اذن بدل اقامة دولة فلسطينية يتم ضم الاغوار، لكن السؤال: لماذا هرب "نتنياهو" فور تصريحه المريب، نحو الملجأ، حيث كان الرد فوريا بأن المقاومة هي وحدها القادرة على الرد ومنع تنفيذ وعوده وتصريحاته خلال حملته الانتخابية، فاطلق عليه صاروخا واحدا ليكون الرد بالرد وليس بالاستنكار والشجب المعهود.
رد فعل السلطة بالتهديد والغاء جميع الاتفاقات مع الاحتلال إذا ما نفذ نتنياهو خطته بضم منطقة الاغوار الى الاحتلال، غير قابل للتنفيذ بعد سلسلة التنازلات في اتفاق "اوسلو"، والرد يكون بإلغاء الاتفاقية والوحدة والاتفاق على برنامج وطني موحد قبل فوات الاوان، لكن هيهات..هيهات.
في ظل "اوسلو" اصبحت ربع مساحة الضفة الغربية"، مجرد مزاد انتخابي لدى الاحتلال، فمن يهن يسهل الهوان عليه.
رد فعل الدول العربية بالاستنكار يشجع "نتنياهو" ولا يخيفه، وهو يعلم انها جعجعة بلا طحين، وان الخوف الحقيقي يأتي من المقاومة لا غير.
ولمعرفة اهمية الاغوار فإنها تمتد من بيسان حتى صفد شمالًا؛ ومن عين جدي حتى النقب جنوبًا؛ ومن منتصف نهر الأردن حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غربًا. وتبلغ المساحة الإجمالية للأغوار 720 ألف دونم، ولها أهمية عظيمة تكمن في كونها منطقة طبيعية دافئة يمكن استغلالها للزراعة طوال العام؛ إضافة إلى خصوبة التربة؛ وتوفر مصادر المياه فيها؛ فهي تتربع فوق أهم حوض مائي في فلسطين.
تجمعات الأغوار تتبع إداريًا لثلاث محافظات هي: طوباس (الأغوار الشمالية)، بواقع 11 تجمعًا؛ و نابلس (الأغوار الوسطى)، وتشمل 4 تجمعات؛ و أريحا (الأغوار الجنوبية)، وتحتوي على 12 تجمعًا.
وتبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في الأغوار 280 ألف دونم؛ أي ما نسبته 38.8% من المساحة الكلية للأغوار؛ يستغل الفلسطينيون منها 50 ألف دونم؛ فيما يستغل سكان مستوطنات الأغوار 27 ألف دونٍم من الأراضي الزراعية فيها.
ويسيطر الاحتلال على 400 ألف دونم بذريعة استخدامها مناطق عسكرية مغلقة؛ أي ما نسبته 55.5% من المساحة الكلية للأغوار؛ ويحظر على السكان الفلسطينيين ممارسة أي نشاط زراعي أو عمراني أو أي نشاط آخر في هذه المناطق.
وتقسم مناطق الأغوار إلى: مناطق (A)، وتخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية، ومساحتها 85 كم2، ونسبتها 7.4% من مساحة الأغوار الكلية؛ ومناطق (B)، وهي منطقة تقاسم مشترك بين السلطة و(إسرائيل)، ومساحتها 50 كم2، ونسبتها 4.3% من المساحة الكلية للأغوار؛ ومناطق (C) وتخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، ومساحتها 1155 كلم، وتشكل الغالبية العظمى من منطقة الأغوار (بنسبة 88.3%).
وتجثم على أراضي الأغوار الفلسطينية 31 مستوطنة، وغالبيتها زراعية، حيث َهجَّر الاحتلال ما يزيد عن 50 ألفًا من سكان الأغوار منذ عام 1967؛ بالإضافة إلى تجمعات سكانية كاملة، بحجة إقامتهم في مناطق عسكرية؛ مثل تهجير أهالي خربة الحديدية في الأغوار الشمالية.
وتحتوي منطقة الأغوار الجنوبية على 91 بئرًا؛ والأغوار الوسطى على 68 بئرًا؛ أما الأغوار الشمالية فتحتوي على 10 آبار. و60% من الآبار؛ حيث تنتج الأغوار 50% من إجمالي المساحات الزراعية في الضفة الغربية؛ و60% من إجمالي ناتج الخضار.
في المحصلة تصريحات "نتنياهو" تخالف المادة 49من اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص: لا يحق لسلطة الاحتلال نقل مواطنيها إلى الأراضي التي احتلتها، أو القيام بأي إجراء يؤدي إلى التغيير الديمغرافي فيها .