تهتم الأم كثيرًا بتركيز طفلها أثناء الدراسة، ولهذا فهي عندما تلاحظ تشتت ذهنه وعدم تركيزه تبدأ في البحث عن السبب الذي قد يرتبط بالمدرس وأسلوبه الممل في التدريس، لكن في الواقع فإن عملية الدراسة تكاملية ما بين البيت والمدرسة، للأهل والمدرسين دور ينعكس على تركيز الطفل بالإيجاب أو السلب، لذا يتوجب على الأم حصر الأسباب والبدء في متابعة ومراقبة طفلها في المدرسة ونسج علاقة مع المدرس لوضع يدها على المشكلة.
وترى عفاف سلامة أن التغذية السليمة مع الإكثار من الخضار والفواكه الطازجة والنوم الكافي والاستيقاظ مبكرًا، وإدماج أنشطة وبرامج جذابة أثناء الدراسة في الفصل، يعمل على تنشيط الذكاء والتركيز والانتباه على الجانب النفسي للطفل والاستماع له مع تقوية التواصل الايجابي معه".
وأشارت رانيا البسوس إلى أن الطفل صفحة بيضاء وقلب نقي فما يعانيه في المنزل من مشاكل قد يحطمه ويجعله مشتتًّا، لذلك يجب إعطاؤه الحب والود والسلام وتشجيعه ودفعه إلى الأمام، والتضحية من أجله، وكذلك يجب إعطاؤه الغذاء السليم والصحي، مع الابتعاد عن السهر.
وبين رئيس قسم الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في الإدارة العامة للصحة النفسية اسماعيل أبو ركاب، أن التغذية السليمة أساس من أساسيات زيادة انتباه وتركيز الطفل في الدراسة، فمن الضروري أن تحتوي على فيتامينات وحديد وعناصر أخرى تزيد من التركيز.
ولفت أبو ركاب لـ"فلسطين" إلى أن الطفل بعد مرور 35 دقيقة دون تغيير في البيئة المحيطة به سيكون ذلك من أكثر العوامل التي تشتت الانتباه، لذا يتطلب التنويع في الدروس والتفريغ والحركة للأطفال، كما أن طبيعة المكان وقلة المشتتات والهدوء يساعد في التركيز والانتباه.
وأكد أن التعزيز معنويًا وماديًا يشجع الطفل على الانتباه لأنه يجد ناتجا يتعلق بالوصول للهدف الذي يريده.
ونصح أبو ركاب الآباء بالابتعاد عن الدراسة في مكان نوم الطفل، لأنه ارتباط بين المكان والنوم، وعليهما تخصيص موعد للدراسة.
وأوضح أن العقل البشري ممكن تقويته مثل تقوية العضلات لدى الطفل، واستخدام تقنيات من ألعاب البازل تزيد من نشاط الذاكرة وقوتها.
ولفت أبو ركاب إلى أن استخدام الألوان من أكثر الأشياء التي توحد شقي المخ الأيمن والأيسر، مشيرًا إلى أن المشاكل الأسرية وانفصال الوالدين، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمادية تؤثر على تركيز وانتباه الطفل.