وصفت صحيفة عبرية المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، الذي قدم استقالته من منصبه الأسبوع الماضي، بـ"أفشل وسيط أمريكي لعملية التسوية".
وقال الكاتب الإسرائيلي ليئور لاهروس، في مقال نشرته الصحيفة، اليوم الثلاثاء، إن "الفلسطينيين والإسرائيليين يودعون غرينبلات، الذي لم يقم بمهمته المطلوبة للتوسط بينهما، وبدلا من تهدئة الأجواء، فقد عمل على تصعيد الأزمة الناشبة".
وأضاف لاهروس أن "مبعوث دونالد ترامب، الذي أعلن عن استقالته الوشيكة من مهمته، مختلف جدا عن سابقيه من المبعوثين الأمريكيين لعملية السلام، فجميع من عينتهم الإدارات الأمريكية السابقة من مبعوثي السلام كانوا ذوي خبرة دبلوماسية طويلة، وأصحاب خلفية سياسية، وكانوا معروفين جيدا في دهاليز سياسة الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "غرينبلات قادم من قطاع المحاماة والعقارات، دون خبرة سياسية، أو معرفة بالمنطقة، وهو كجيراد كوشنير صهر ترامب وكبير مستشاريه تم تعيينه بالمنصب فقط؛ بسبب قرابته معه، حيث عمل مستشارا قانونيا في أعماله وصفقاته التجارية، وساعده بحملته الانتخابية، وساعدته خلفيته اليهودية كثيرا في ترؤس طاقم السلام الأمريكي، وهو قاسم مشترك لغالبية وسطاء السلام الأمريكيين".
وأوضح لاهروس، الباحث بـ "معهد ميتافيم للسلام" أن "غرينبلات ساهم بدوره في الدفع للأمام في مشاريع تحلية المياه على الصعيد الإقليمي، بالشراكة بين وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي ورئيس سلطة المياه الفلسطينية".
واستدرك بالقول إن "هذه الصورة تغيرت فورا بشكل حاد عقب الخطوات الأحادية التي اتخذتها إدارة ترامب تجاه الفلسطينيين منذ أواخر 2017، وتمثلت بنقل السفارة الأمريكية للقدس، وتقليص المساعدات المالية، وإغلاق ممثلية منظمة التحرير بواشنطن، وتجاهل مبدأ حل الدولتين، وغيرها من الخطوات، بحيث نشأت قطيعة كاملة بين الإدارة الأمريكية والسلطة الفلسطينية".
وذكر أن "غرينبلاث أصبح أول وسيط سلام أمريكي يفقد اتصالاته مع أحد الطرفين، وبالتالي لم تعد لديه القدرة على التواصل معه، وبدلا من استغلال موقعه للتوسط بينهما، وإقامة قنوات اتصال سرية تحوز على الثقة، فقد عمل العكس من خلال تصعيده للأزمة الناشبة مع الفلسطينيين، وزيادة فرص المواجهة الشاملة العلنية والإعلامية، وخالف ألف باء مبادئ الوساطة".
وأشار لاهروس إلى أن "غرينبلاث شرع بشن صراعات عبر تويتر مع مسؤولين فلسطينيين مختلفين، ونشر تغريدات مسيئة للقيادة الفلسطينية، وتجاهل كليا مبادئ السلام، فقط اكتفى بالحديث عن حق (إسرائيل) بضم الضفة الغربية، واستهتر بالقرارات الدولية ذات الصلة، حتى جاءت الصورة التذكارية وهو يحمل المطرقة في نفق أسفل الحرم القدسي بحي سلوان، ما شكل بداية النهاية في عمله وسيطا للسلام".
وختم بالقول إنه "لا أحد يعلم الأسباب الحقيقية لاستقالة غرينبلات، لكنها شاهد جديد على غياب جدوى صفقة القرن، وسنرى هل تكون مغادرته عاملا إيجابيا، أم أن كوشنير وديفيد فريدمان سيواصلان ذات الطريق البائس".