اعتبر أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، في كلمة له مساء اليوم، الإثنين، أنه لم يعد لدى حزبه أي خطوط حمراء بمواجهة دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد استهدافه آلية عسكرية إسرائيلية، أمس الأحد، على الجهة المقابلة من المناطق الحدودية مع جنوب لبنان.
وقال نصر الله في كلمته إن "ما حصل بالأمس أن المقاومة كسرت أكبر خط أحمر إسرائيلي منذ عشرات السنين"، موضحا أن القصف الذي استهدف آلية إسرائيلية، الأحد، لم يضرب في منطقة مزارع شبعا التي يعتبرها لبنان محتلة، بل منطقة داخل "الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948".
وشكر أن "ما حصل بدأ ليلة الأحد (الأسبوع الماضي) تمثل بحادثتين الأولى الغارات الإسرائيلية والقصف الإسرائيلي في محيط دمشق، وبعد ساعات قليلة عملية المسيرتين المفخختين في الضاحية الجنوبية".
وشدد نصر الله على أن هجوم المُسيرات في الضاحية الجنوبية فشل في تحقيق الهدف من وراءه، واكتفى بذلك، دون الكشف عن المزيد من التفاصيل حول طبيعة الهدف وحجم الأضرار، وقال: "من المعروف أن المسيرة الأولى سقطت ولم تحقق ما أرسلت من أجله. وأعلن أن المسيرة الثانية التي أرسلت لتنجز هدفا فشلت في إنجازه".
وأضاف "نحن منذ الساعات الأولى أعلنا أننا لن نسكت ولن نقبل بفرض معادلات جديدة ولن نقبل تضييع إنجازات الصمود، ولذلك قلنا إننا سنرد قطعا".
وتابع "ردنا تألف من عنوانين، الأول ميداني عند الحدود مع فلسطين المحتلة 48 والثاني مرتبط بالمسيّرات؛ ومباشرة نحن قلنا بشكل علني وواضح أننا سنرد من لبنان وقلنا للعدو أن ينتظرنا"، ما اعتبره "نقطة قوة للمقاومة".
وقال إن "العدو أخلى الحدود عند الشريط الشائك ولم يعد هناك خط أزرق ولا حدود دولية والحدود تم إخلاؤها، ولم يعد هناك أي جندي أو آليات والطريق الترابية كانت خالية".
وأضاف أته "تم إخلاء مواقع أمامية بالكامل، أي هربوا وهذا أكثر من المتوقع. أنا قلت لهم انضبوا... لكنهم هربوا"، مستطردًا أنه "تم إخلاء ثكنات بكاملها ومنها فيها مقرات عسكرية على الحدود وفي العمق".
وأضاف أن "العدو اتخذ إجراءات مشددة وكان هنالك استنفار وتفعيل لكامل إمكانيات الدفاع الجوي، لم يترك الإسرائيلي أي ‘قبة حديدية‘ يمكن أن يوصلها إلى مستوطنات الشمال إلا وقام بذلك وكان لديه استنفار كامل". في المقابل، أكد أن "المقاومين كانوا في كامل الأماكن التي يجب أن يتواجدوا فيها".
وأكد أن "المقاومة ضربت هدفها وأصابته بكل تأكيد وقد رأيتم ما نشر في وسائل الإعلام"، معتبرًا أن "أهم ما حصل أمس هو الإقدام ونفس القيام بالعملية رغم كل التهديدات الإسرائيلية".
وقال نصر الله مخاطبًا الإسرائيليين: "احفظوا تاريخ الأول من أيلول 2019، هو بداية لمرحلة جديدة من الوضع عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة للدفاع عن لبنان وسيادة لبنان وكرامة لبنان وأمن لبنان وشعب لبنان".
وأضاف: "نحن انتقلنا من الرد من أرض لبنانية محتلة، إلى الرد من أرض فلسطينية محتلة، وهذا أمر جديد، وإذا ما اقتضى الأمر، سيكون الرد في العمق أكثر وأكثر".