فلسطين أون لاين

​الغزيّون يتضامنون مع أفراد الشرطة الفلسطينية

...
غزة/ حازم الحلو:

ما أن هدأ صوت سيارات الإسعاف التي نقلت الشُرَطِيين الثلاثة الذين وقعوا ضحايا للتفجيرين الارهابيين غرب مدينة غزة مساء الثلاثاء الماضي، إلا وبرزت بشكل واضح فعاليات التضامن والمؤازرة من المستويات الشعبية والمواطنين مع أفراد جهاز الشرطة الفلسطينية.

وتنوعت الانشطة التضامنية ما بين زيارات لأماكن التفجير من أجل الشد على يد أفراد الشرطة وتقديم التعازي لهم باستشهاد رفاقهم، مرورا بانتشار التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي والتي نددت بالجريمة وأشادت بعمل جهاز الشرطة في قطاع غزة للحفاظ على الأمن والسلم الأهلي.

واستشهد ثلاثة من أفراد جهاز الشرطة الفلسطينية إثر تفجيرين انتحاريين استهدفا نقطتين للشرطة غرب مدينة غزة، حيث لاقت هذه الجرمة استنكارا واسعا من أفراد المجتمع الفلسطيني، باعتبارها سلوكا منحرفا ودخيلا على الثقافة الفلسطينية، ومساسًا بالغًا بدور الشرطة في حفظ أمن المجتمع.

وكان من أبرز من تضامن مع الشرطيين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية، والذي توجه الى مقر التفجيرين والتقى الشرطيين الموجودين في تلك النقاط الأمنية، وقام بتنظيم المرور في لفتة رمزية منه لتأكيد مساندته للشرطة وعملهم.

كما ضجت وسائل الإعلام بعشرات الصور لمواطنين وهم يسلمون على أفراد الشرطة في النقاط التي يتواجدون فيها، بينما حرص بعض منهم على التقاط صور تذكارية والتباهي بها على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولم تقتصر الفعاليات على المواطنين كأفراد، بل تعداه الى قيام مجموعات شبابية بتنظيم وقفات تضامنية على مفترقات رئيسة في قطاع غزة، وخاصة في النقاط التي شهدت التفجيرات، حيث رفعوا لافتات تضامنية مع منتسبي الشرطة تقديرا وعرفانا بعملهم الدؤوب.

كما نظم متطوعون في مركز وطن الشبابي، وقفةً تضامنيةً مع شرطة المرور في محافظة خان يونس، حيث قدموا لأفراد الشرطة باقات ورود، تعبيرًا عن وقوفهم معهم، وتكريما لجهدهم، وتفانيهم في عملهم وحفظ أمن المواطنين.

واختار البعض ان يعلن تضامنه مع الشرطة عبر كتابة تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب المهندس الزراعي من مدينة غزة نزار الوحيدي على صفحته قائلا: "نصيحة لشرطتنا العزيزة: آلمنا مصابنا ومصابكم في أبناء شعبنا، وهذا أمر له ما بعده، وسيترتب عليه الكثير وربما لن تكون هذه هي الأخيرة .. فالحذر أولا ثم قطع ألسنة من يوغرون صدور الشواذ من الناس، وما أكثر الحاقدين والمرضى على صفحات الفيس بوك وغيره، فنافخ الكير أشد جرما ممن اشترى منه بضاعته الفاسدة"، ثم ذيل تغريدته بوسم ابتكره وهو "#بدنا_تنظيف_وكلهم_مكشوف".

أما الشاب ابراهيم حمد من غزة فقام بالتضامن مع أفراد جهاز الشرطة من خلال نحت لوحة على شاطئ البحر بعنوان "غزة خط أحمر"، حيث قام برسمها مستخدما رمال البحر وتصوير تك اللوحة ووضعها كصورة شخصية على صفحته على منصة الفيسبوك، واضاف قائلا: "من أعمالي على شاطئ بحر مدينة غزة، وهي رسالة إلى كل من يحاول المساس بأمن غزة، وأهديها إلى مقاومتنا الباسلة ووزارة الداخلية وإلى أرواح شهداء الواجب".

كما اختار مواطنون آخرون أن يؤموا بيوت العزاء للشهداء الثلاثة تعبيرا عن تقديرهم وإجلالهم لدور رجال الشرطة وخاصة الشهداء منهم، حيث غصت بيوت العزاء للشرطيين الثلاثة بمئات المعزين من طول قطاع غزة وعرضه، فضلا عن مشاركة عشرات الآلاف في جنازاتهم المهيبة ممن يعرفونهم وممن لا يعرفونهم، في رسالة واضحة تحمل مشاعر المحبة والتضامن مع أهليهم وذويهم في مصابهم الجلل.

وفي لفتة أخرى، حرص الكثير من العلماء والوعاظ على إقامة دروس دينية في المساجد ومن خلال فيديوهات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بينوا فيها للناس عظم وخطر الجريمة على النسيج المجتمعي من ناحية، وأهمية الحفاظ على الدور الذي تقوم به الشرطة في حفظ أموال الناس وأعراضهم من الناحية الأخرى.