عزيزي العريس، من أجمل نعم الله على الإنسان أن ييسر أمره ليكون عريسًا، فيخرجه من ظلمات الوحدة والحيرة إلى نور الأنس والألفة، ويرزقه فتاة ذات دين وخلق ليكمل معها مشوار الحياة، يعف بها نفسه ويعفها، وتفرح إذا فرح، ويحزن إذا حزنت، وتكون له عونًا على نوائب الزمان.
لكن، يا عزيزي العريس، إن مسألة الزواج ليست رحلة عادية، بل هي رحلة أبدية مقدسة، وإن حصولك على هذا اللقب لم يأت منفراغ، بل هي رغبة منك ومن أهلك ليروك رجلًا جديدًا تساهم في بناء المجتمع ببناء أسرة صالحة، وتنجب ذكورًا وإناثًا تقر بهم عينك وتفرح أهلك، وعليك أن تعلم أيضًا أن خروجك من مرحلة العزوبية ودخولك مرحلة الزواج يقتضيان منك الكثير:
_ اعلم أن الفتاة التي رفضت الجميع وقبلتك قد توسمت بك خيرًا، ونظرت إليك على أنك القلب الذي سيكون عليها حنونًا، والعين التي سترعاها، فلا تخذلها.
_ بعد زواجك دعك من أي علاقة سابقة لك مع أخريات؛ فأنت الآن صاحب بيت، وعليك أن تصون عرضك كي يصونك الله.
_ لا تتعامل معها كجارية عندك، ولا تنظر إليها على أنها أثاث سهل التغيير، بل هي شريكتك في هذه الحياة، يسرك ما يسرها، ويسرها ما يسرك.
_ عاونها وشاورها في أمور البيت؛ فليس في الأمر انتقاص للرجولة، واعلم أن آخر قرار يتخذه الإنسان بمفرده هو قرار الزواج، ثم تصبح عملية اتخاذ القرارات المنزلية عملية تشاركية.
_ لا تحملها ما لا طاقة لها به، واحتمل عنها الأذى، وتحمل ما يصدر عنها من صنائع قد لا تروقك، واصطبر عليها، وقوم اعوجاجها بالحكمة والموعظة الحسنة والصوت الهادئ لا السوط القاسي.
_ لا تضع عاطفتك فيالثلاجة بعد الزواج، فلا تبخل عنها بما لذ وطاب من الكلام الجميل، فالمرأة تحب الغزل والمديح والثناء، مهما كان سنها.
_ حين تخرج من بيتك أخبرها بأنك ستشتاق لها، ولا تتأخر عنها في الليل؛ فالشيطان قد يقوم مقامك.
_ خذها كل مدة إلى أول مكان جلستما فيه أو التقيتها فيه.
_ لا تحرمها زيارة أهلها وأخواتها وصديقاتها.
_ تفهم مزاجها وعاداتها وما تحب وما تكره، خاصة في السنة الأولى من الزواج، فهي قد عاشت عند أهلها في ظروف مختلفة عن ظروفك.
أختم رسالتي لك بأن: اتقِ الله في التي استأمنك الله عليها، ولا تنسَ أن آخر وصايا رسولنا الكريم: "استوصوا بالنساء خيرًا"، وأن "ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم"، فاختر لنفسك أين تحب أن تكون.