فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

الدَّعم العسكريِّ والسِّياسيِّ الغربيِّ لـ (إسرائيل).. وقاحة أسقطت أكذوبة "حقوق الإنسان"

غزَّة.. استشهاد ديب حسين بطل العرب وفلسطين في "مصارعة الذراعين"

بعد عام من الحرب.. البطالة تعصف بعمَّال غزَّة والمساعدات "شحيحة"

د.الدقران لـ"فلسطين أون لاين": استمرار حرب الإبادة "حكم بالإعدام" على المرضى والمصابين

"جئناكم بجحيم الموت، فمخيّم جباليا حرامٌ عليكم".. القسام ثبت مشاهد "ملحميَّة" لـ ""تفخيخ منازل" "واصطياد جنود" شمال غزّة

اللِّواء الدُّويري: خطاب أبو عبيدة يدشِّن لمرحلة جديدة من المقاومة ضد "إسرائيل"

جنوب أفريقيا تعتزم تقديم أدلَّة جديدة لـ "العدل الدوليّة" على الإبادة الإسرائيليَّة بغزَّة

أبو عبيدة: خيار المقاومة هو الاستمرار في معركة استنزاف طويلة ضدَّ الاحتلال

كيف يتعمَّد الاحتلال شلَّ محاولات إنقاذ ضحايا الغارات والمجازر المتواصلة على غزّة؟

الفشل الاستخباري والعسكري بـ 7 أكتوبر .. زلزال لا زالت هزاته متواصلة بـ (إسرائيل)

الهجرة الطوعية.. وُئدت قبل أن تُولد

...
صورة أرشيفية
غزة/ إكرام مطر:

لا تخفى على أحد مساعي الاحتلال الإسرائيلي للقضاء على الوجود الفلسطيني بأي وسيلة ممكنة. فقد كشفت الأيام السابقة وجود مخطط صهيوني يعمل على تشجيع هجرة المواطنين من قطاع غزة ويوفر التمويل اللازم لهذه الهجرة.

وجاء ذلك في تصريح لمسؤول إسرائيلي مقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث ذكر نية إسرائيل تسهيل ما يسمى بالهجرة الطوعية للغزيين وذلك بالسماح لهم بالسفر عبر مطاراتها في جنوب البلاد على أن يكون سفرا دون عودة.

ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع، إلا أن هذه الفكرة لم تلاقِ الإقبال الذي كان يتوقعه الاحتلال. فقد أظهر الشباب وعيا كبيرا بأهداف الاحتلال من هذا المخطط والذي يسعى لتفريغ الأرض من السكان والاستيلاء على ما تبقى منها.

وقال يوسف بسام (26 عاما): "تخرجت قبل ثلاث سنوات من كلية الهندسة وبسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع نسبة البطالة سعيت للحصول على تأشيرة عمل في الخارج دون جدوى".

وأضاف: "الكثير من أصدقائي هاجروا للعمل في دول أوروبية لكنهم تفاجؤوا بصعوبة الحياة هناك ولم يحصلوا على عمل رغم كفاءتهم، مما دفعني لإعادة التفكير في الأمر فحتى لو تم تسهيل الهجرة، لن أهاجر".

وبدورها قالت أ.س (23عاما): "لن أوافق على الهجرة تحت أي ظرف، فمن الواضح لأيٍ كان أن الهدف من فتح أبواب الهجرة هو تفريغ القطاع من سكانه وتهجير العقول والكفاءات".

لن يهاجروا

وقال المحلل السياسي حسام الدجني في حديث له مع فلسطين أون لاين: "سيتفاجئ الاحتلال الإسرائيلي لو فتح أبواب الهجرة الطوعية أنه لن يهاجر سوى بضعة الاف والذين سيكونون سندا للقضية الفلسطينية في الخارج وربما رافدا اقتصاديا لقطاع غزة من خلال عملهم في الخارج".

واستطرد الدجني: "إسرائيل تحاول ان تحافظ على تفوقها الديموغرافي وهذا يحتاج إلى تطبيق المعادلة التالية: زيادة هجرة الفلسطيني من فلسطين وزيادة هجرة اليهودي إلى فلسطين. ووفق هذه المعادلة تنطلق مجموعة من الخطوات التي تشكل دوافع قوية للهجرة منها الاستيطان، الحصار، الاشاعة، واستهداف القيادات.

في المقابل فإنها تسعى لتحقيق الرخاء الاقتصادي والاستقرار الأمني لسكانها حتى تستطيع تجميع اليهود من أمريكا الشمالية ودول آسيا وافريقيا وغيرها."

وتابع: "الأمر لا يقتصر على قطاع غزة فقط، ففي الضفة الغربية هناك هجرة ذات طابع صامت لا يعلم بها الرأي العام ولا يلمسها، كونها أسهل بكثير ولا تمر بالمخاطر التي يمر بها القطاع".

وحذر الدجني من شن حرب طاحنة وجولة عسكرية في القطاع تخلق مبرر انساني للهجرة وتدفع الكثيرين للهرب من القطاع.

واختتم حديثه موضحا: "من شاهد مسيرات العودة وتابع العمليات الفردية، يدرك أن هذا الشعب لا يمكن أن يُقهر أو يُستغفل".

ومن جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي هاني البسوس: "الاحتلال لا يستطيع تسهيل الهجرة فهو لا يملك أي تواصل مباشر مع المواطنين في غزة، لكنه يستطيع تشديد الحصار و خلق ظروف صعبة قد تدفع المواطنين للهجرة".

وأكد أن هذه الظروف دفعت الكثير من أهالي غزة للتفكير في الهجرة بحثا عن لقمة العيش والعمل، وليس هرباً من فلسطين فمن هم في الغربة والشتات لا يقل انتماؤهم لفلسطين ويأملون العودة في حال توفرت ظروف إنسانية واقتصادية أفضل.

وأضاف البسوس: "إسرائيل لا تتدخل بأي شكل مباشر في الهجرة ولكن التركيز على الأرقام ومشروع الهجرة في الوقت الحالي جاء لتحميل حماس المسئولية عن الأوضاع في القطاع ودفع المزيد من المواطنين للتفكير في الهجرة".

وأوضح البسوس أن هذا المخطط قديم جديد تسعى إليه إسرائيل بشكل مدروس بتضييقها الخناق على قطاع غزة وقطع الرواتب وقتل فرص العمل وبث حالة من الإحباط لدى الشباب.

حلم الهجرة الذي كان يراود الكثير من الشباب في غزة، بات الآن مجرد مخطط صهيوني للقضاء على وجودهم وحرمانهم من وطنهم، مخطط عليهم أن يحاربوه ويتصدوا له بقوة ووعي.