السير قُدمًا نحو المزيد من التطرف!
في ندوة أقيمت في مركز بيت المقدس عن أثر الانتخابات الإسرائيلية على القضية الفلسطينية اتفق المحاورون (د. أحمد رفيق عوض، ومحمد الحوراني، وعماد أبو عواد، وعصمت منصور) على أن المجتمع الإسرائيلي حكومة وأحزابا ومجتمعا يسارع في الخيرات! خيرات التطرف التي تثمر المزيد من الغطرسة والعدوان، وإذ يزاود بعضهم على بعض في من هو أشد تطرفا وأشد عنجهية وبطشا، متساوقا مع ثقافة مجتمع بات التطرف فيه روحا تسري في عروقه، يتهافتون على صندوق اقتراع مداده الدماء الفلسطينية والعربية، والعربدة في سوريا ولبنان والعراق وغزة والضفة، وتبلغ الذروة في مصافحة الصفاقة والتوحد مع إبليس مثمرين الاعتداءات الدائمة على قلب أمة العرب والإسلام القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وقد وصل مركز مدار للدراسات الإسرائيلية في تقريره السنوي لعام 2018 إلى الخلاصة ذاتها، تطرفهم أصبح ككرة الثلج، كل يوم جديد تطلع فيه الشمس تجدهم أكثر تطرفا وتوغلا في اليمين الذي قضى على يسارهم وضربه الضربة القاضية.
وكذلك في دراسة مميزة للدكتور أحمد رفيق عوض بعنوان مآلات التطرف في المجتمع الإسرائيلي أثبتت داعشية هذا المجتمع وأنه يتجه بقوة إلى المزيد من التطرف والتوحش والشراسة العدوانية غير المسبوقة.
وفي ثنايا عدوانهم المستمر على شعبنا الفلسطيني نرى بأم أعيننا هذا التطرف المتعطش للدماء والتدمير وقتل بقايا الحياة من حياتنا. وكمثال صارخ تابعنا ما حدث في سجن النقب، وجاءت أخبار العربدة لفرق الموت على أسرى عزل من كل شيء ومعزولين عن أي دعم خارجي، ومكبلين بأصفادهم السوداء، رأينا كيف داسوا المعتقلين المكبلين بأقدامهم وكيف فتحوا الاخاديد في رؤوسهم، رأينا كيف شحطوا معتقلا ضريرا من قدميه ووجهه يتدحرج على سلم حديدي ثم أنهالوا عليه بهراواتهم الحديدية الصماء كقلوبهم.
لقد أصبح خط سيرهم واضحا بيّنا لا لبس فيه، المزيد من التطرف الذي يقود إلى ممارسة الشر والجريمة بصور غير مسبوقة، والسؤال: أين نحن سائرون؟ وكيف نقابل سيرهم المتطرف هذا؟ هل نقابل هذا بالجنوح إلى السلم والبحث عن حلول دبلوماسية تكفينا شر القتال وشر تطرفهم على قاعدة "بوس الكلب من ثمّه حتى توخذ حاجتك منه"؟ لقد ثبت بما لا مجال للشك فيه عدم جدوى التوجهات الأوسلوية، واستجداء رأفة العالم بنا وتمثيل دور الضحية، لقد ثبت أن هذا العالم لا يحترم ولا يسمع ولا يستجيب ولا ينتبه مجرد انتباه إلا لمن يمتلك القوة.
فالمطلوب فلسطينيا العودة إلى مصادر قوتنا، واستعادة الوحدة والاتفاق على برنامج سياسي وطني ومرجعية قيادية منتخبة تحظى بتأييد الأغلبية الفلسطينية، والهدف الرئيس الأهم هو أن نستعيد المشروع التحرري في ظل عدوان احتلال يزداد تطرفا يوما بعد يوم.