"عدنا لفلسطين لنقاوم لا لنساوم" كانت أول مقولة للأمين العام للجبهة الشعبية الشهيد أبو علي مصطفى حينما عاد إلى الأراضي الفلسطينية قادماً من الأردن بعد غياب استمر 32 عاماً، تأكيداً على حق المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
كانت عودة أبو علي مصطفى في أعقاب الاتفاق مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات في أغسطس/ آب 1999 في القاهرة، وقد سمحت (إسرائيل) بعودته إلى بلدته في جنين بعد رفض استمر ثلاث سنوات.
وعُرف عن الشهيد أبو علي، قدرته على المزج بين العمل السياسي والكفاح المسلح، إذ كان يردد دائماً أن الوسيلة الوحيدة لتحرير كامل تراب فلسطين هي المقاومة بجميع أشكالها.
واغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي القائد أبو علي مصطفى في السابع والعشرين من أغسطس/ آب 2001، بصاروخين أطلقتهما على مكتبه في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.
الميلاد والتعليم
ولد أبو علي مصطفى الزبري الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بلدة (عرابة) قضاء (جنين) في فلسطين عام 1938.
وتلقى أبو علي مصطفى تعليمه الأول في جنين ثم أخذ دورات عسكرية وتدريبية في قاعدة إنشاص العسكرية في مصر عام 1965.
الحياة السياسية
انتقل أبو علي مصطفى مع أسرته إلى عمان عام 1950، وعمل موظفا في بنك الإنشاء والتعمير، حيث انتمى لحركة القوميين العرب عام 1955، واعتقل عام 1957 وقضى خمس سنوات في السجن بسبب نشاطه السياسي.
عمل بعد خروجه من السجن في القطاع العسكري، وبعد أن تلقى دورات تدريبية في قاعدة (إنشاص) العسكرية في مصر عام 1965 عاد إلى الأردن، فاعتقل مرة أخرى هناك عام 1966، ثم أطلق سراحه بعد هزيمة العام 1967.
وفي عام 1967 شارك أبو علي مصطفى مع الدكتور جورج حبش في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتولى مناصب عدّة فيها، وأصبح نائبا للأمين العام طوال العقود الثلاثة الماضية، ثم أمينا عاما عام 2000 بعد استقالة الدكتور جورج حبش حيث يعتبر رفيق دربه طوال الخمسة والأربعين عاما الماضية.
وتنتهج الجبهة الشعبية نهجاً يساريا منبثقا عن حركة القوميين العرب وقد تكونت بعد الاتفاق بين منظمة أبطال العودة وشباب الثأر وجبهة تحرير فلسطين التي كان يقودها الضابط الفلسطيني السابق في الجيش السوري أحمد جبريل، وانشق جبريل بعد عام واحد فقط من تكوين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكون "الجبهة الشعبية القيادة العامة".
عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية حسين منصور، أكد أن أبو علي مصطفى كان من القادة الذين تميزوا بالتمسك بالثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية، ولم يتنازل عنها في أي لحظة.
وبحسب ما ذكر منصور لصحيفة "فلسطين"، فإن أبو علي مصطفى يحظى بثقة واحترام وتقدير الكل الفلسطيني رغم كل الخلافات التي كانت تحدث في الساحة الفلسطينية، واصفاً إياه بأنه "صاحب الكلمة الحق في مواجهة أي تنازل عن الثوابت الوطنية".
وأضاف "أبو علي آمن أن المشروع الصهيوني يستوجب من الكل الفلسطيني مواجهة مستمرة واستراتيجية سياسية ونضالية متواصلة لمواجهة الاحتلال، لذلك يجب على المقاومة أن تكون حاضرة على مدار الساعة".
ومع حلول الذكرى الثامنة عشرة لاغتيال أبو علي مصطفى، أكد منصور، ضرورة التمسك برؤية "مصطفى" باتجاه استراتيجية لمقاومة واسعة وشاملة بانتفاضة شعبية عارمة في كل الأراضي الفلسطينية.
وشدد على ضرورة استمرار المقاومة المفتوحة بكل الأشكال دون أي هدن أو سياسات تنقص من الثوابت الوطنية.