فلسطين أون لاين

​لأول مرة في غزة

"صانع الابتسامة" يصنع غزل البنات بأشكال جذابة

...
كل الصعوبات اندثرت بعد نجاح ماكينته في صناعة أول غزل بنات
غزة/ محمد الهمص:

بأشكال متعددة وألوان زاهية، يجذب صانع الابتسامة الصغار والكبار نحو عربته الصغيرة لشراء غزل البنات المبتكر على شكل ورود وأرانب وقوالب أخرى، قليل من السكر الملون مع نكهة طعام جعله محط الأنظار.

فايز الوكيل (31 عامًا) من سكان غزة، أنهى دراسته في مجال الإلكترونيات ليعمل بعدها مع والده في معمل لتشكيل الحديد (مخرطة)، حتى قرر بدء مشروعه الخاص في صناعة حلوى غزل البنات وبيعها للأطفال في المتنزهات، وأطلق عليه اسم "صانع الابتسامة".

طموح الوكيل إلى التطوير كان مصاحبًا له في كل يوم عمل، كما يروي في حديثه إلى صحيفة "فلسطين"، فمن متابعته لفيديوهات من دول متعددة عن صناعة غزل البنات بالأشكال جرب وحاول واكتشف طرقًا جديدة.

بداية الفكرة

قال الوكيل: "بدأت العمل في صناعة غزل البنات في بدايات 2018م، على ماكينة تقليدية (صينية المنشأ)، لكن طموحي إلى التطوير والتميز دفعني إلى البحث عن إصدارات أكثر حداثة حتى صدمت برفض الاحتلال إدخالها إلى القطاع لاحتوائها على دوائر ولوحات إلكترونية".

أضاف: "كنت هنا بين اليأس والاستمرار لإيجاد البدائل وتحقيق ما أصبو إليه؛ فقررت البحث عن طريقة عمل الماكينة وصناعتها بالخبرة التي أملكها في التقنيات بما يوافق متطلبات صانعة الأشكال التي تحتاج لمواصفات خاصة لا تؤديها الماكينة التقليدية".

وأوضح الوكيل أنه في بداية الأمر كان يقضي الساعات تلو الساعات في البحث والاستشارة حتى تمكن من الوصول إلى شكل نهائي لمواصفات الماكينة التي يحتاج إليها للعمل، فبدأ بشراء القطع التي يحتاج لها.

وتابع: "الأمر استغرق أكثر من 6 أشهر من المحاولة، وفي كل خطوة جديدة كانت تواجهني العديد من التحديات، منها عدم توافر أكثر من نصف الدوائر واللوحات التي تحتاج لها الماكينة للعمل بالسرعة والكفاءة المطلوبة، ما جعلني ألجأ إلى البحث عن بدائل أو صناعتها يدويًّا".

وبين صانع الابتسامة أن قياسات اتجاه المروحة التي تدفع بغزل البنات إلى أعلى اتجاهها الدقيق، كانت أيضًا من ضمن المعوقات التي استغرقت وقتًا في معالجتها بعد تجربة كل الزوايا، إضافة إلى صناعة المولد الذي يولد الطاقة للماكينة بالاستغناء عن الكهرباء والتعويض عنها بالبطارية والغاز.

عمل الأشكال

وأكد الوكيل أن كل الصعوبات اندثرت بعد نجاح ماكينته في صناعة أول غزل بنات، فبدأ بمتابعة وتقليد الأشكال في المنزل، حتى أتقن بعضها وبدأ التطوير عليها تباعًا وصولًا إلى ابتكاره أشكاله الخاصة التي لها 9 ألوان.

وقال عند سؤاله عن طموحاته: "إن إقبال الناس قوي ومشجع على التطوير وخلق أشكالًا جديدة، خصوصًا أن الأمر كان جديدًا ومميزًا لم يشاهد إلا في الدول الأجنبية"، مشيرًا إلى أنه يطمح إلى تطوير المشروع بافتتاح عدة أفرع مختلفة في القطاع، ويحاول توفير فرص عمل لعدد من الشباب.

وأضاف: "أحلم بإنشاء مصنعي الخاص لصناعة غزل البنات بأشكال مختلفة ومغلفة، يتوافر فيه تكييف مركزي وأدوات أكثر مرونة لإنتاج أكبر عدد ممكن وتوزيعها على كل المناطق في القطاع".

وكان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أصدر بيانًا أوضح فيه أن نسبة البطالة في القطاع بلغت خلال العام الماضي 52% مقابل 44% في العام السابق عليه، وبلغت في الضفة الغربية 18% مقابل نحو 19% في 2017م.