استهجن المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج، زياد العالول، كافة الأصوات المهاجمة للمؤتمر، واصفا إياها بالأصوات "الضعيفة" التي ترتكز على مخيلات وهمية لا أساس لها من الصحة.
واستغرب العالول حكم هذه الأصوات على مخرجات المؤتمر قبل بدئه، واللمز نحو كونه مؤتمرًا بديلًا لأعمال منظمة التحرير، مضيفا "هذا يدل على تخبط وضعف في المؤسسة الرسمية الفلسطينية".
وأكد لصحيفة "فلسطين"، أن مؤتمر فلسطينيي الخارج مؤتمر شعبي، مفتوح لجميع شرائح المجتمع الفلسطيني وقواه، ليس بديلا لمنظمة التحرير ولا يسعى لذلك، غير أنه يطالب بإعادة الاعتبار لهذه المنظمة، وإصلاح مؤسساتها، إلى جانب إعادة انتخاب ممثلين للشعب الفلسطيني عبر المجلس الوطني الفلسطيني.
وأبدى العالول استغرابه الشديد من هجوم قيادات فتح على المؤتمر، واعتباره تهديدا لهم، في وقت وجهت دعوات رسمية لمنظمة التحرير عبر سفيرها في أنقرة لتكون مشاركة وحاضرة بشكل أساسي في المؤتمر وفاعلة فيما سوف يؤكد عليه.
وشدد على أن المؤتمر يأتي في وقت تشهد فيه القضية الفلسطينية تراجعًا كبيرًا في الساحة العربية ودولية، وهو يضاف إلى تراجع عمل مؤسسات منظمة التحرير في الخارج، حيث يُلقي المؤتمر الدور على فلسطينيي الخارج نحو أخذ زمام المبادرة لتوحيد جهودهم، وإيجاد مظلة تنسيقية للمؤسسات الفلسطينية.
وأضاف "يسعى المؤتمر إلى أن يرفع صوت فلسطينيو الخارج ليكون لهم دور ومساهمة في القرار السياسي الفلسطيني والمصالحة الوطنية، وهو يعقد في اسطنبول بعدما أوصدت الأبواب العربية في وجه أي عمل فلسطيني مشابه".
ونوه إلى أن المؤتمر ينعقد في "وقت حساس" تشهده القضية الفلسطينية برمتها، يحاول فيه أن يفعل حضور فلسطينيي الشتات الذين يزيد عددهم عن 6 ملايين فلسطيني ويمثلون قوة حقيقية من الممكن أن تساهم بشكل كبير في دعم صمود الشعب الفلسطيني وتقوية الموقف الرسمي.
ولفت العالول إلى أن مؤتمر فلسطينيي الخارج يختلف عن سابقه، حيث يعد تجمعا للنخب الفلسطينية في الخارج، والذين من شأنهم أن يعملوا باتجاه إيجاد هيكل تمثيلي ينظم عملهم في الخارج، والمساهمة في تعزيز صمود الفلسطينيين في الداخل.
وبين أن المؤتمر سيشارك فيه أكثر من 3000 شخص من شتى أنحاء العالم وحضور من أكثر من 50 دولة، ذات التنوع الفكري والثقافي والجغرافي، داعيا الكل الفلسطيني لإنجاح المؤتمر ودعمه.
في ذات السياق، تُفتتح على هامش المؤتمر الذي سيعقد في مدينة إسطنبول يومي 25 و26 فبراير/ شباط الجاري، معارض تراثية وشعبية تشارك فيها 50 مؤسسة فلسطينية تعمل في الشتات، بهدف إحياء التراث الفلسطيني والتأكيد على التمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948.
وقال هاني عباس، مندوب لجنة المعارض لـ"فلسطينيو تركيا": إن أكثر من خمسين مؤسسة ستشارك في جناح المعارض من لبنان والأردن وتركيا والخليج العربي وأوروبا، حيث استعرض التراثيات والمطرزات الفلسطينية والمضافة والمطبخ الفلسطيني.
وأكد عباس أن المشاركة في المعارض على هامش المؤتمر الشعبي، تأتي في سياق التمسك بالثوابت الفلسطينية، وأن فلسطينيي الخارج لن يتخلوا عن أرضهم وحقهم في العودة، وسيواصلون جهودهم لإحياء التراث والتقاليد الفلسطينية العريقة.
كما يتخلل المعارض فقرات خاصة بالفن التشكيلي الفلسطيني، ولوحات فنية تحكي قصة الشعب الفلسطيني في الشتات وما يعانيه في الغربة، وكذلك لوحات تتناول معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي والأرشيف العثماني في القدس المحتلة.