فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

الأورومتوسطي: إعلان الإدارة الأمريكية أن العملية في رفح "محدودة" تضليل واستخفاف بحياة المواطنين

سلسلة "كمائن نوعيّة للقسام" و"عش دبابير" شرق رفح.. والاحتلال يقر بخسائره الفادحة

المكتب الحكومي يدعو المؤسسات الدولية للتدخل العاجل وتوريد الوقود لمستشفيات قطاع غزة

استقالة "غانتس و"آيزنكوت" تلوح بالأفق وقناة عبرية تكشف: حكومة الطوارئ على حافة الانهيار

تحقيق يكشف تفاصيل "مروعة" عن قتْل الاحتلال 12 مواطنًا من عائلة واحدة بغزة

كتائب القسّام تدكُّ جنود الاحتلال شرق رفح والإعلام العبري يُعلّق: معارك "شرسة" وأحداث "قاسية"

المالية "الإسرائيلية": قيمة العجز لدينا لم يسبق تسجيلها منذ 2008 والرّكود التّضخمي يتزايد بشكل متسارع

وسط اقتحامات ومُداهمات.. الاحتلال ينفّذ حملة اعتقالات في الضّفة الغربية

حماس: الاعتداء الممنهج على أسرانا لن يوهن عزائمهم والمقاومة على عهدها بتحريرهم

حماس: الاحتلال رفض المقترح المقدّم من الوسطاء والكرة الآن بملعبه بشكل كامل

والتصدي لها يكون بالتفهم

"خريف العمر".. مرحلة حساسة في الحياة الزوجية

...
صورة تعبيرية

تسود أجواء المحبة والسعادة في بداية الحياة الزوجية، ويكون التفاهم والحوار عماد تلك الفترة، ولكن ما أن تعصف سنوات العمر بالزوجين لتصل بهما إلى خريفه، حتى تطرأ التغيرات على طبيعة العلاقة، فيزيد الشجار، وتكثر أسبابه، فلا يتحمل الواحد منهما الآخر.. فما هي طبيعة هذه المرحلة؟، ولماذا يكثر الخلاف فيها؟ وما واجب الأبناء إزاء الأبوين؟، هذه الأسئلة وغيرها سيجيب عنها التقرير التالي:

تقريب وجهات النظر

حالة من التوتر والقلق والشجار والملل تسود بيت "أم فايز" (53 عامًا) التي قالت: "بعد أن مضى سنوات طويلة على زواجنا، أشعر الآن ببعض الملل بسبب الخلافات التي لا سبب لها سوى تعصّب زوجي لرأيه، وعدم قبوله للنقاش والجدال في أي قضية".

وأوضحت أنه مع تقدمهما في العمر أصبحا لا يتحملان بعضهما كما في السابق، فتكثر الانتقادات، وتنشب الخلافات لأتفه الأسباب، وسرعان ما يتحول النقاش إلى مشكلة كبيرة، مشيرة إلى أن فرص الخلاف تزيد بسبب تواجد زوجي الدائم في البيت بعد تقاعده، وكذلك عصبيته المفرطة.

بينما" خلود سعيد" فهي تعتبر نفسها المصلح الاجتماعي، وسفيرة تقريب وجهات النظر بين والديها، وقالت: "بعد أن تجاوزا سنّ الخمسين أصبح الشجار والنقد هو سيد الموقف، رغم تمسكهما ببعضها".

وأضافت: "كل منهما بحاجة للاهتمام من الآخر، وخاصة في حال مرض أحدهما، ولكنهما وصلا إلى مرحلة فقدا فيها الصبر وطول النفس، لذا تنشب الخلافات في بعض الأحيان بسبب الفراغ الذي يخيم على حياتهما"، مشيرة إلى أنها تعمل بشكل دائم مع إخوانها المتزوجين على إضفاء بعض أجواء المرح، ويحرصون على الاجتماعات الأسرية والحوارات العائلية.

بسبب الوحدة

وتحدثت "أم معاذ" ( 45 عامًا)عن حالها بعد أكثر من ثلاثين عامًا من الزواج: "عشت 30 عاما في سعادة، ربّيت خلالها أبنائي السبعة، وعشتُ فيها في حالة استقرار، وسادت المحبة والمودة في البيت رغم المشاكل التي لا تخلو منها الحياة".

وقالت: "المشاكل التي كنا نمرّ بها أنا وزوجي سابقا ناتجة عن ضغوطات الحياة، ولكن خلافاتنا حاليًا بسبب حالة الوحدة التي نعيشها بعد زواج أبنائنا وبناتنا، فلم يبقَ أحد في البيت سوى أنا وهو".

وأضافت: "نتيجة الوحدة تحدث الكثير من المشاكل، وتشتعل لأسباب بسيطة جدا، ولكن سرعان ما تعود المياه إلى مجاريها".

الحالة النفسية

وبدورها، أوضحت الأخصائية النفسية أحلام سمور أن سبب التنافر يرجع إلى أن كلا من الزوجين مرهق بالأعباء والمسؤوليات الكثيرة التي يريد أن يتصرف إزاءها بشكل جيد ومناسب، ووفقا لطبيعة حياته, وهذه الانشغالات تجعل كل منهما لا يحتمل تدخلات الآخر مما ينتج عنها شجارات حادة.

وقالت: "غالبا تبدأ هذه المرحلة مع التقدم في السن والشيخوخة، بسبب ما يحدث في هذه الفترة من تغيرات فسيولوجية ونفسية وكذلك في الصحة العامة، وكما أن تدخل النساء في سن اليأس فإن الرجال يعانون أيضا من آثار هذه السن، التي تعتبر من آثار الشيخوخة".

وأضافت سمور: "تلقي الحالة النفسية السائدة بظلالها على حياة الزوجين في هذا العمر، فتسود حالة من التوتر الدائم في الحوار بينهما، ويكثر الانفعال بسبب عدم تقارب وجهات النظر، أو بسبب الضغوط النفسية التي يحياها كل منهما على حدة"، مشيرة إلى أن هذه المرحلة حساسة لكل منهما.

ونوهت إلى أن التوتر، والقلق، والعصبية، والمزاج الحاد، والانطواء حول الذات كلها صفات تسود في تلك الفترة، مما يدفع بكل من الزوجين إلى الابتعاد عن الآخر، والاكتفاء بهمومه وانشغالاته الخاصة.

وبينت سمور أنه يجب على الزوجين الاستعداد لتلك المرحلة العمرية، وأن يتفهم كل منهم مشاعر الآخر، ويجد له ما يبرر سلوكه، مع البحث الدائم عن التجديد والتسلية، ولا بد من إعطاء النفس حقّها في الترفيه، وممارسة الهوايات وتعزيز العلاقات الاجتماعية من جديد.

وأوضحت: "يقع على الأبناء الدور الأكبر في مساعدة الأبوين في تخطي مرحلة التنافر، أو على الأقل التخفيف من حدة المرحلة، وذلك من خلال تخفيف الأعباء والطلبات عنهما، وإضفاء جو من الحب و الدفء الأسري عليهما، وتقبلهما وإشراكهما في المناسبات الخاصة بالأبناء، والترفيه عنهما بشكل دوري، وإشعارهما بقيمتهما ومكانتهما".

ولفتت سمور إلى أنه يمكن للأبناء الاحتفال بالذكريات الجميلة والمناسبات الخاصة بهما مع الآباء ليعودا بالذاكرة للأيام الجميلة التي قضياها سويا بسعادة وحب، وليكون ذلك عامل تحفيز لهما على العيش بطريقة إيجابية.

وبيّنت سمور أن التوافق الزوجي والأشياء المشتركة بين الزوجين تساعدهما في تخطي هذه المرحلة بسلام وأمان، ويعودان إلى شاطئ الاستقرار من جديد، مؤكدة أنه ليس شرطًا أن تكون هذه المرحلة عامة، ولا أن يمر بها جميع الأزواج.