فلسطين أون لاين

ناشط: الاحتلال يمهد لضم أجزاء جديدة من أراضي الضفةلا

...
رام الله – غزة / حازم الحلو:

أكد ناشط في مجال مناهضة الاستيطان، أن حديث الاحتلال المتكرر عن ضم نهائي للأراضي الفلسطينية التي يحجزها الجدار الفاصل ويسكنها الفلسطينيون، هو حديث يهدف لتمهيد ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية لسيطرة الاحتلال.

وذكر الناشط عيسى عمرو، أن الاحتلال يمارس سلوك الضم منذ سنوات اتفاق أوسلو، مشيرًا إلى أن الاستيطان يسير بخطى متسارعة خلال الفترة الاخيرة وخاصة بعدما تم الإعلان عما يسمى "صفقة القرن".

وكانت زعيمة حزب "اليمين الجديد" الإسرائيلي إيليت شاكيد، قالت، أمس، إن ضم مناطق (ج) في الضفة الغربية، سيتضمن منح الفلسطينيين الذين يقطنون فيها حق المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية، مضيفة أن هدفها فرض السيادة على أراضٍ في الضفة بشرط أن تكون الأغلبية المطلقة للمستوطنين.

لكن الناشط عمرو لفت إلى أن حديث شاكيد وإن جاء معبرا عن عقلية الضم الإسرائيلي المتغلغلة، إلا أن الأمور لن تكون وردية في طريق الاحتلال، إذ من المتوقع أن يقاوم الفلسطينيون هذا الضم ويرفضونه جملة وتفصيلا.

كما أوضح أن هذه الأحلام تواجهها موانع تنبع من تخوف إسرائيلي من أن يصبح الفلسطينيون أغلبية في تلك المناطق، وهو ما يعني تفوقا ديمغرافيا سيضمن للفلسطيني التحكم والسيطرة في حال قامت دولة واحدة.

وبيَّن عمرو أن هذا التخوف الإسرائيلي لا يعني بالمطلق التخلي عن الأطماع المتواصلة بضم أجزاء واسعة من الأراضي في الضفة الغربية، ممن ترى فيها دولة الاحتلال ذخرا استراتيجيَّا وسياسيَّا، مشيرا إلى أن هذا الذخر مرتبط بالتجمعات الاستيطانية الكبرى وخاصة في وسط الضفة الغربية واستحالة التخلي عنها.

وأشار إلى أن الحلم الإسرائيلي بضم أجزاء كبرى من الضفة الغربية سيدفن بقايا اتفاق أوسلو، وعليه فلن يكون بالإمكان الحديث مجددا عن حل الدولتين.

ويرى عمرو أن الاحتلال يدرك عدم قدرته على طرد الفلسطيني من الأجزاء التي يريد ضمها من الضفة الغربية، معتقدًا أن المرحلة الأولى عبارة عن ضم للأرض بمن عليها من السكان، والمرحلة الثانية ستكون بطرد السكان لخارج حدود تلك الاراضي.

ونوه إلى أن الضفة الغربية كمساحة تاريخية، فإن جزءا كبيرا منها يقع تحت سيادة الاحتلال بفعل التجمعات الاستيطانية الكبيرة المنتشرة على مساحات واسعة من الاراضي.

وأكد عمرو أن مخططات الاستيطان التي ينفذها الاحتلال في الضفة ما كانت لتحدث لولا الدعم الغربي والأمريكي للاحتلال، داعيا المنظمات الدولية والحقوقية للتدخل العاجل لوقف حرب التهويد وجرائم الاستيطان التي يمارسها الاحتلال.

ولفت إلى أن المخطط الإسرائيلي لا يمكن تصنيفه سوى أنه "نتاج طبيعي للنظام العنصري لدولة الاحتلال، وتجسيد لممارسات حكومة الاحتلال الاستيطانية، في سياق تنفيذها لمشروعها العنصري في الأراضي الفلسطينية".

وبيَّن أنه يتوجب على الفلسطينيين مقاومة هذا السلوك الاستعماري للاحتلال بكافة الأشكال، وفضح تلك المخططات، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب جهودا متكاملة من السلطة والفصائل والقوى الشعبية والأهلية.