فلسطين أون لاين

إفطار جماعي عن روح شهيد مقدسي يقلق مضاجع الاحتلال

...
القدس المحتلة/ مصطفى صبري:

يخشى الاحتلال من أي مبادرات مقدسية، حتى لو كانت المبادرة إفطارًا جماعيًّا للصائمين نظمته والدة شهيد عن روح ابنها محمد عبيد الذي قتلته شرطة الاحتلال في بلدة العيساوية في القدس المحتلة.

ضباط المخابرات سارعوا إلى توجيه التهديدات لوالدة الشهيد التي دعت الأصدقاء والأقارب والجيران.

تقول والدة الشهيد محمد عبيد لصحيفة "فلسطين": "بادرت بتحضير وجبة إفطار بالجريشة عن روح ابني الشهيد، وكان المدعوون من الأصدقاء والأقارب والجيران، إلا أن ضباط مخابرات الاحتلال اتصلوا وهددوا بقمع الموجودين إذا حدثت مسيرة أو رفعت أعلام، وهذا التخبط لدى شرطة ومخابرات الاحتلال ليس له أسباب، فنحن نقيم إفطارًا جماعيًّا عن روح نجلي الشهيد كي تصل إلى روحه الطاهرة".

المقدسي هاني أبو الحمص قال: "الاحتلال في القدس أصبح يخشى عاداتنا وتقاليدنا، ونحن كمقدسيين نقيم وجبات الطعام عن روح الشهداء والأموات في العادة، وهي عادات موروثة إلا أن الاحتلال أصبح يخشى كل شيء من المقدسيين، فالتجمع على وجبة فطور أصبحت حدثًا أمنيًّا في عرف الاحتلال ومخابراته".

وأضاف أبو الحمص لصحيفة "فلسطين": "إن تهديد الاحتلال بمعاقبة كل من شارك في هذا الإفطار الجماعي يدلل على مدى تغلغل القبضة الأمنية التي تمارسها شرطة الاحتلال ومخابراته بتوجيه من المستوى الأمني والسياسي في هذه الدولة العنصرية".

وأوضح أن بلدة العيساوية تحولت إلى ثكنة عسكرية ويتم التعامل مع 20 ألف مقدسي يقيم فيها بعقلية أمنية عنصرية، إذ يواجهون الاعتقالات وإغلاق محلاتهم التجارية بصورة متعمدة.

وقال الناشط المقدسي فخري أبو دياب لـ"فلسطين": "هذه العقلية الإسرائيلية في التعامل مع المقدسيين نتاج تحريض واسع ضدهم، فالاحتلال يعد المقدسيين عائقًا في تهويد القدس والمقدسات، لذا يتم التعامل معهم بقبضة أمنية مرعبة كي يرحلوا عن القدس أو ينصاعوا إلى قرارات حكومة الاحتلال في تهويد القدس وعدم الاعتراض على المخططات المرعبة".

وبيَّن أن سلطات الاحتلال تريد إسكات صوت المقدسيين وكل من يعترض له الرصاص والاعتقال والإبعاد وهدم المنزل، مشيرًا إلى وجود هجمة شرسة وحرب لا تتوقف ضد المقدسيين.

بدوره، قال المحلل السياسي ناصر الهدمي: "إن الاعتراض على مبادرة إفطار جماعي عن روح شهيد، تكشف عن مدى تخبط الاحتلال والخوف من ردة فعل مقدسية".

وأوضح لصحيفة "فلسطين" أن كل وسائل التهديد والقمع "لن تمنع المقدسي من الدفاع عن مدينته والمقدسات، والاحتلال يخشى جيلًا مقدسيًّا ترعرع على حب القدس بالرغم من كل وسائل القمع التي تتبع بحقه".